سورية التي يحكمها جاسوس بشهادة روبرت فورد… والمهمات القذرة… الذئب الذي صار ليلى

إعداد نارام سرجون: قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 08-11-2025
في غرف العمليات العسكرية في الحروب يجتمع القادة والجنرالات ليناقشوا سبل الدفاع عن مواقعهم عندما يتوقعون هجوما من العدو… ويكلف رئيس الاركان ان يفكر كعدو وان يضع خطة لاقتحام مواقع الجيش… أي عليه ان يفكر كما يفكر العدو …
أنا لو كنت قادرا على زرع جاسوس في رئاسة الوزراء الاسرائيلية بدل بنيامين نتنياهو… فسأكلف هذا العميل بما يلي: تفكيك الجيش الاسرائيلي… تدمير كل أسلحة وترسانة الجيش الإسرائيلي… إطلاق فتنة بين السفارديم والاشكيناز والحاريديم… ابرام اتفاق سلام مع العرب والتنازل عن القدس وجبل الهيكل والتراجع والهبوط عن مرتفعات عن الجولان والضفة الغربية… وتسهيل الهجرة وتشجيع السكان على المغادرة لإفراغ المنطقة من سكانها الاسرائيليين …
اليوم تعالوا نجتمع في غرفة عمليات ونسأل انفسنا سؤالا عكسيا مفاده:
ماذا سيفعل العدو الاسرائيلي إذا ما تمكن من زراعة جاسوس في سدة الحكم في سورية… وكيف سيتصرف هذا الرئيس الجاسوس الذي تديره محطة الاستخبارات في تل أبيب؟
السؤال المشروع سيفضي الى النتائج التالية:
- تفكيك الجيش السوري ..
- تفكيك كل منظومات الأمن والاستقرار الاجتماعي في سورية ..
- تدمير كل عتاد الجيش السوري ..
- تفكيك بنية المجتمع السوري باطلاق مجازر ضد الجميع لخلق شرخ نفسي واجتماعي عنيفين يفضي لانفصال المكونات السورية ..
- ابرام اتفاق سلام مع اسرائيل..
- والسماح لاسرائيل بالتواجد العسكري والامني في كل سورية وخاصة في الجنوب..
- التخلي عن الجولان نهائيا والتخلي عن جبل الشيخ نهائيا.
- افقار الشعب السوري لابقائه غير قادر على التفكير بمقاومة هذا الخراب وهذا الدمار..
- ومن ثم افراغ المنطقة بالهجرة الطوعية بسبب تراجع مستويات المعيشة لافساح المجال للمستوطينين للحلول محل السكان خلال العقود القادمة.
ان كل مايفعله الحكم الحالي في سورية والجولاني (الذي يلقب بأحمد الشرع) تدل على اننا أمام جاسوس محترف… واننا امام اكبر عملية جاسوسية في التاريخ وأكبر عملية تضليل شارك فيها الجميع… وخاصة عندما خرج روبرت فورد ليقول لنا انه اجتمع مع الجولاني الارهابي وأقنعه ان يعمل لصالح الامريكان .
اعلان روبرت فورد والحديث عن تدخل جوناثان باول في عملية التدريب مع كلير حجاج هي عملية ذر الرماد في العيون، فمن الغريب ان يقول روبرت فورد للناس انني التقيت بالجولاني وأقنعته ان يغير اتجاهه، وصار العالم اليوم يردد مثل الببغاء هذا الكلام، ويرى ان العبقرية هي في تغيير نهج ارهابي الى رجل دولة، وهذا لا ينسجم مع المنطق السليم… بل ان المنطق التحليلي السليم يقول ان روبرت فورد والجوقة الانكليزية متورطة في عملية تضليل واخفاء للحقيقة وهي ان الرجل جاسوس خطير ومحمي بشدة ….
فقصة الارهابي الذي أقنعوه ليكون مسالما وكيوت هي لإبعاد الانظار عن حقيقة الرجل وهي أنه جاسوس لا ينتمي للجنسية السورية، فالغريب ان يظهر فورد ويقوم بهذه المسرحية السخيفة من أنه نقل رجلا من قاتل الى رجل سلام… وكان من الغريب ان يكشف روبرت فورد هذا السر الذي يجب بالمنطق ان يكون محرجا للإسلاميين وللجولاني من أنه كان يتعامل مع الامريكيين سرا رغم انه في شعاراته ولقاءاته كان يهاجمهم ويهاجم الحكام العرب الذين يتعاملون مع الامريكان… وكان هذا الوثوب من الامريكيين للحديث عن هذه العملية سببا في الشك في مصداقيتها… فهي رواية لذر الرماد في العيون… لأن المقصود من الرواية هي ان يقتنع الناس ان قصة الذئب “الإرهابي” الذي صار ليلى (أحمد الشرع) هي الحقيقة… كي يبعدوا الناس عن الاجابة على السؤال الذي بدأ الكثيرون يطرحونه عن هوية هذا الشخص الغامض… وعن وثيقة ميلاده… وتنقلاته الغامضة في صباه بين عدة دول… والذي نسب لعائلة الشرع… وبدأت هذه الاسئلة تفكك اللغز وتحدث ثقوبا في الرواية… وتأخذ الاستنتاج المنطقي الى اتجاه واحد اجباري وهو ان هذا الرجل جاء من تل أبيب… فسارع العقل الاستخباري الغربي الى اختراع قصة التعديل الوراثي… تعديل السلوك وترويض الضبع… وتمت التضحية بسمعته كإسلامي جهادي لأن انقاذه من انكشافه كجاسوس أهم …
كل ما يفعله هذا الجاسوس الخطير يزيد جدا من اليقين أنه جاسوس إسرائيلي… وهناك حلقات مفقودة جدا عن ميلاده ونشـأته… وعدم التشابه بينه وبين اخوته المزعومين وبين أبيه يزيد من الشبهات… كما ان ظهور الاب زاد الامر شبهة لأنه كان يؤدي دور المحلل لا دور الاب… ومن خلال معرفتي بهذه الشخصيات فإنني لا أستبعد ان عملية استخباراتية معقدة جدا وصفقات دخلت في المشروع الاهم في عالم الجاسوسية تورط فيها هذا الرجل الذي ادعى الأبوة….
وعندما وصل الجاسوس زاد اليقين من أنه جاسوس لأن كل أبواب العالم تفتح له وكأنه نتنياهو نفسه وتسقط عنه المحاكم كل الجرائم مثل نتنياهو ويعمل مجلس الامن في خدمته، لأن عملية التخلص من سورية تستدعي ان يتدخل مجلس الامن بنفسه لإضفاء الشرعية عليه، وسيدخل البيت الأبيض، وسيتبرع بأعضاء سورية الحيوية لإسرائيل وأميريكا، القلب والكبد والرئتان… كل شيء… حتى أسنانها وشعرها وأظافرها… ستنقل الى ملكيات أخرى… عمل لا يفعله الا الجواسيس.
في بيتنا السوري جاسوس… وكل من يدعمه يثبت حكم الجواسيس… وأنا أتحدى أي شخص أن يظهر الدليل القاطع على انه ابن عائلة الشرع… لا أثق الا بفحص (الدي ان اي) وأن يجري الفحص في مختبرات محايدة لا سلطة للموساد او السي أي ايه عليها، وغير ذلك فإنه جاسوس وابن جاسوس …



