أخبار العالمالشرق الأوسط

سوريا: تصعيد التوغلات الإسرائيلية في ريف القنيطرة وتهديدات متزايدة للأمن في الجنوب

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات التوغل في الأراضي السورية، حيث أفادت مصادر أهلية بتوغل جديد لجيش الاحتلال في محيط قرية عين النورية وبلدة كوم محيرس في ريف القنيطرة، جنوب غربي سوريا. وأشارت المصادر إلى أن التوغل تزامن مع إطلاق كثيف للنيران من قبل الجيش الإسرائيلي على المناطق المحيطة، ما يعكس التصعيد المستمر في المنطقة.

هذه العمليات تأتي بعد أيام من شن سلاح الجو الإسرائيلي عدة غارات على مواقع عسكرية في محيط محافظتي درعا والقنيطرة، مستهدفةً مواقع يُعتقد أنها تابعة لقوات النظام السوري أو جماعات مسلحة موالية لإيران. وهو ما يعزز فرضية أن إسرائيل تسعى للحفاظ على وجود عسكري قوي في المناطق الحدودية مع سوريا، خصوصًا تلك القريبة من هضبة الجولان.

منذ ديسمبر 2024، عقب سقوط النظام السابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي توغلات متكررة في الأراضي السورية، حيث استهدف المناطق الواقعة خارج نطاق المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل. في الوقت الذي تمكّنت فيه القوات الإسرائيلية من السيطرة على ما يقارب 95% من مساحة محافظة القنيطرة، بالإضافة إلى السيطرة على أجزاء واسعة من ريف درعا الغربي، المعروف بـ “حوض اليرموك”، والذي كان يشهد نشاطات عسكرية متواصلة.

هذا التوسع العسكري في الجنوب السوري يُعتبر استراتيجية إسرائيلية للسيطرة على المناطق الاستراتيجية في الجولان السوري المحتل، وقد شهدت المنطقة أيضًا زيادة في إقامة نقاط عسكرية في مواقع جبلية استراتيجية، مثل سفوح جبل الشيخ. وهذه النقاط العسكرية تتيح لإسرائيل الإشراف بشكل مباشر على مجريات الأحداث في محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق. كما تشكل هذه النقاط حجر الزاوية في الجهود الإسرائيلية للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، والذي تعتبره تهديدًا للأمن الإسرائيلي.

التحركات العسكرية الإسرائيلية في هذه المناطق تعكس استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل تأمين الحدود، ومنع تسلل القوات الإيرانية أو حلفائها من خلال الأراضي السورية، مع زيادة الضغوط على النظام السوري وحلفائه. وقد أبدت العديد من الأطراف، بما في ذلك روسيا والأمم المتحدة، قلقها من التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، معتبرة أن ذلك يهدد استقرار المنطقة.

من جانب آخر، يُستَفاد من التصعيد المستمر أن إسرائيل تمضي قدمًا في سياستها الهادفة إلى الحفاظ على التفوق العسكري في المنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد العسكري والسياسي في سوريا، ويزيد من معاناة المدنيين في مناطق التوتر، الذين يعانون من آثار الغارات الإسرائيلية والاشتباكات المتواصلة بين القوات المختلفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق