أخبار العالمأنشطة المركزإفريقيابحوث ودراسات

سمير المهبولي: ورشة العمل حول السودان هي نداء من تونس إلى الضمير الإفريقي والدولي لإنقاذ السودان

نظم المركز الدولي للدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية ورشة عمل تحت عنوان “السودان بين المأساة الإنسانية وصراع المصالح : قراءة في جذور الإبادة وأبعادها الجيوسياسية والاقتصادية” يوم أمس الاربعاء 12 نوفمبر 2025 بحضور سعادة سفير جمهورية السودان بتونس وثلة من الباحثين والسياسيين العرب من تونس ومصر والسوادان والجزائر وليبيا وفلسطين والأردن ولبنان.

جائت هذه الورشة في سياق تصاعد المأساة السودانية، حيث تتقاطع المعاناة الإنسانية لملايين المدنيين مع لعبة المصالح الإقليمية والدولية، لتكشف مرة أخرى هشاشة النظام الدولي أمام الأزمات الإفريقية.

‎لقد أبرزت المداخلات أن ما يجري في السودان ليس مجرد نزاع داخلي، بل هو نتاج تراكمات تاريخية وسياسية واقتصادية، جعلت من البلاد ساحة تنافس على الموارد والمواقع الاستراتيجية.

وتعددت القراءات بين من يعتبر الصراع امتدادًا لرهانات القوى الكبرى على البحر الأحمر، وبين من يراه نتيجة فشل النخب المحلية و الجنرالات في بناء دولة مدنية جامعة.

‎من جانبي، أكد على  أن الحل في السودان لن يكون عسكريًا ولا إقصائيًا، بل عبر وساطة سياسية إفريقية حقيقية تستند إلى قيم العدالة والمصالحة والتنمية، لأن السودان هو مرآة القارة، ومصيره يعنينا جميعًا.

‎والوساطة ليست فقط ألية قانونية، بل ثقافة سلام يجب أن تترسخ في الوعي الإفريقي حتى لا تبقى القارة رهينة صراعات تُدار من الخارج وتُدفع أثمانها بالدماء.

التوصيات الختامية للورشة

‎اختتمت الورشة بجملة من التوصيات العملية التي عبّرت عن روح المسؤولية الجماعية تجاه السودان، أهمها:

‎1- الدعوة إلى تشكيل لجنة وساطة إفريقية مستقلة تضم خبراء قانونيين ودبلوماسيين أفارقة، تعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.

2- تفعيل الدبلوماسية الإنسانية عبر دعم المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في الميدان لتأمين المساعدات العاجلة للمدنيين.

3- إطلاق مبادرة أكاديمية تونسية – سودانية لتبادل الخبرات في مجالات العدالة الانتقالية وبناء السلام.

‎4- التأكيد على دور الإعلام والبحث العلمي في كشف الحقائق وتوجيه الرأي العام نحو حلول سلمية.

5- تعزيز التنسيق بين الإتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية لتكون فاعلاً في إدارة النزاعات ومنع تفاقمها.

‎ أشير في النهاية على أن ورشة اليوم الاربعاء 12 نوفمبر 2025 ليست مجرد حدث أكاديمي، بل نداء من تونس إلى الضمير الإفريقي والدولي من أجل إنقاذ السودان ودعم مسار السلام العادل والمستدام فيه.

‎——————————

سمير المهبولي رئيس المركز التونسي الإفريقي للتحكيم و الوساطة باحث في إدارة النزاعات

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق