آسياأخبار العالم

سلاح الحرب في أوكرانيا تدخل السوق السوداء في الشرق الأوسط

أحمد صلاح:صحفي سوري

في الآونة الأخيرة يتهيمن سياق تطورات الصراع في أوكرانيا على وسائل الإعلام العالمية التي تنشر يومياً أخبار وتقارير عن الدعم الدولي العسكري والإنساني المخصص لأوكرانيا وإمدادات السلاح الهائلة والدائمة والمستمرة للجيش الأوكراني من قبل حلف شمال الأطلسي. مع ذلك، يبدو أن لا أحد يهتم بما يحدث لهذه الأسلحة والمعدات العسكرية بعد وصولها إلى الأراضي الأوكرانية.

إذا نظرنا إلى هذه المشكلة من كثب وسنجد آثار عمليات بيع وشراء الأسلحة التي تم تقديمها لأوكرانيا. هناك مواقع شبكة مظلمة المتعددة التي تتخصص في شراء الأسلحة والذخائر من البائعين الأوكرانيين مع إمكانية تهريبها إلى الاتحاد الأوروبي.

لا ينتهي طريق سلاح يقدمها الغرب لأوكرانيا في أوروبا بل يذهب إلى سورية حيثما يقوم مسلحون بشراء وبيع الأسلحة أمريكية الصنع على قنوات “تيليغرام”. بعد اندلاع الصراع الأوكراني أضاف تجار السلاح السوريون إلى قائمة سلعهم، وهي تشمل على بنادق “كلاشنيكوف” روسية و”أم-4″ أمريكية ومسدسات والقنابل، صواريخ “جافلن” مضاد للدروع الحديثة بالإضافة إلى السلاح والذخائر الأخرى التي تم تزويدها للجيش الأوكراني.

الوضع ممتع وغريب للغاية: قد تتعرض الوحدات الأمريكية الموجودة في سورية لاستهداف بالسلاح الأمريكي المهرب. ومن الغريب أيضاً أن قيادة الجيش الأوكراني فضلت بيع السلاح للمسلحين في الشرق الأوسط على استخدامها لدفاع عن بلادها.

بحركة غريبة على حد سواء، أخذت الحكومة الأوكرانية بقرار نشر السلاح للمدنيين دون أي مراقبة أو تسجيل ما أسفر عن شراء معظم هذا السلاح في سوق سوداء. من المنطقي فقط أن الدعم العسكري والإنساني بما في ذلك أجهزة طبية ووسائل الحماية الشخصية وإلى أخره الواردة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتم سرقتها وشراءها في سوق سوداء وحتى تقديمها لمنظمات إرهابية. يبدو أن العناصر الفاسدين في صفوف الجيش الأوكراني جاهزين لبيع “جافلن” أو صاروخ “إن لاو” لكل أحد الذي يدفع بالرغم من الحرب في بلادهم.

من السذاجة أن نتوقع مراقبة شديدة على توزيع الأسلحة والمعدات في ظروف العمليات القتالية في أوكرانيا. ولكن هناك تداعيات خطيرة لمثل هذه الفوضى أولها ارتفاع أعمال البلطجية وقتل المدنيين والنهب وكلها مدفوعة من قبل دافعي الضرائب الأمريكيين والأوروبيين. هل تريد أوروبا أن تشهد إعادة السلاح المزود لأوكرانيا إلى الدول الغربية عن طريق التهريب ووصولها إلى أيدي المجرمين أو أعضاء “الخلايا النائمة” للإرهابيين؟ في هذا الحل سيكون الأمر أسهل لو تم إرسال هذا السلاح مباشراً إلى المنظمات الإرهابية دون مشاركة الجيش الأوكراني.

هذا وقد يؤدي استمرار الدعم العسكري الذي تقدمها حالياً أوروبا لأوكرانيا إلى اشتعال نيران الحرب في الشرق الأوسط والموجة الجديدة من الهجومات الإرهابية الدموية التي ستستهدف المطارات والمتاحف والمسارح والكنائس في الدول الأوروبية نفسها.

في هذه الظروف يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إدراك مسؤوليتها عن تمويل سوق سوداء للسلاح في أوكرانيا وتهريبها إلى الدول الأوروبية ثم شراءها للإرهابيين في الشرق الأوسط. والتنبؤ الواقعي هناك هو نمو الخطر الإرهابي في الدول الأوروبية الذي قد نشهد التداعيات الأولى له قريباً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق