سقوط اليورو إلى 1.02 دولار بحلول نهاية العام
04-10-2023
انخفض اليورو بنسبة 0.9% في الربع الأخير وهو أعلى بنسبة 2% مقارنة بالمستويات التي انتهت به العملة في عام 2022.
الرياح المعاكسة تخيّيم على الدول الأوروبية فالحرب في أكرانيا جعلتها تشهد إنشقاقات وتصدعات وكذلك ارتفاع أسعار النفط ادّى بها إلى أضرار بالاقتصاد المتدهور والمتصدّع، وتجدد المخاوف بشأن الوضع المالي لإيطاليا، مما يعني أن الرياح المعاكسة لليورو تزداد قوة، مما يزيد من خطر العودة نحو المستوى الإقتصادي والإجتماعي المهم وهو اقتراب قيمة اليورو إلى الدولار الواحد والمخاوف الأوروبية بدأت تظهر وكل دولة تريد إنقاذ نفسها وعدم الإرتباط بالإتحاد الأوروبي الذي سيصبح عبأ ثقيلا عليها.
وتراجع اليورو، الذي يجري تداوله عند أدنى مستوياته هذا العام بالقرب من 1.05 دولار، بنسبة 3% مقابل الدولار في الربع الثالث. ويستعد لتسجيل خسائر للعام الثالث على التوالي.
يمكن تفسير الكثير من هذا من خلال قوة الدولار على نطاق واسع بالنظر إلى مرونة الاقتصاد الأميركي والضغوط على السيولة مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات نحو 5%.
ومع ذلك، فإن العوامل المحددة لمنطقة اليورو، وخاصة الانكشاف على أسعار النفط، تهدد بمزيد من الضعف في الاقتصاد الراكد بالفعل، وفي العملة الموحدة.
واليورو معرض بشكل خاص لارتفاع أسعار النفط، حيث يمثل صافي الواردات أكثر من 90% من المنتجات النفطية المتاحة في الاتحاد الأوروبي.
وبحسب تقرير لـ”بلومبرغ” قال الخبير الاستراتيجي في مجموعة العشرة “نومورا” جوردان روتشستر: “إن ارتفاع أسعار النفط يؤثر على شروط التجارة في منطقة اليورو، وإذا تحركت أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل إلى 110 دولارات للبرميل، فإننا نعتقد أنه سيكون من الصعب على اليورو تجنب عملية التكافؤ”.
وارتفعت أسعار النفط نحو 30% في الربع الأخير وحده، لتقترب من 98 دولارا الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من استمرار الضغوط على إمدادات الخام.
ويتوقع بنك “باركليز”، من بين بنوك أخرى، أن يصل سعر النفط إلى 100 دولار في الأشهر المقبلة.
ويتوقع بنك “نومورا” الآن أن يضعف اليورو إلى 1.02 دولار بحلول نهاية العام، وهو ما يعني انخفاضاً إضافياً بنسبة 3% عن المستويات الحالية.
وقال كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بنك “مورغان ستانلي” ينس آيزنشميدت، إنه بالإضافة إلى كونها أكثر عرضة لصدمات الطاقة، فإن منطقة اليورو أكثر عرضة للمخاطر الجيوسياسية من الولايات المتحدة.
وأضاف الخبير الاقتصادي السابق بالبنك المركزي الأوروبي أن هذا يضر بالقدرة التنافسية للكتلة ويضر بآفاق اليورو على المدى الطويل.
ولم يتوقع “مورغان ستانلي” انخفاضًا في سعر التعادل، لكنه لا يزال يتوقع مزيدًا من الضعف إلى 1.03 دولار.
ويساعد اليورو الضعيف على تعزيز القدرة التنافسية للمصدرين. ولكنه يرفع أيضًا ضغوط الأسعار من خلال ارتفاع تكاليف الاستيراد، مما يضاعف من تأثير ارتفاع أسعار النفط. يشير هذا إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى إبراز المزيد من الاهتمام في هذا الإطار.
وعندما وصل اليورو إلى مستوى التعادل مقابل الدولار العام الماضي، للمرة الأولى منذ 20 عاما، قال البنك المركزي الأوروبي إنه يراقب العملة.
ويقول خبير إستراتيجي العملات في “ING”، “فرانشيسكو بيسول”، إن إيطاليا هي علامة أخرى تشير إلى احتمالية استمرار ضعف اليورو. وقال إن علاوة العائد التي تتم مراقبتها عن كثب والتي تدفعها الديون الإيطالية بالإضافة إلى الديون الألمانية وصلت الأسبوع الماضي إلى 200 نقطة أساس، وهي عتبة تتزامن عادة مع زيادة الارتباط بين تلك العلاوة واليورو.
وقال بيسول: “إذا شهدنا تدهورًا ماديًا في سوق السندات الإيطالية، وبحال لم يكن هناك رد فعل سريع من قبل البنك المركزي الأوروبي لتهدئة المستثمرين، فإن المخاطر الهبوطية لليورو/الدولار ستمتد إلى منطقة 1.00 دولار/1.02 دولار”. وأضاف أن خلفية البيانات الأميركية القوية والاحتياطي الفيدرالي المتشدد كانت مهمة أيضًا.
من المؤكد أن ضعف اليورو يمكن أن يكون محدودا إذا تباطأ الاقتصاد الأميركي جنبا إلى جنب مع التضخم، الأمر الذي قد يقلل من تألق الدولار عند أعلى مستوياته في 10 أشهر مقابل سلة من العملات المماثلة.
وفي المقابل إذا عاد تدفق الغاز من روسيا إلى وضعه الطبيعي أو توقف عن التراجع على الأقل بعد انتهاء الإغلاق الذي أدت إليه أعمال الصيانة في نورد ستريم 1، سيخفف ذلك مخاوف الأسواق بعض الشيء من أزمة غاز في أوروبا.
وعلى غرار مصارف مركزية أخرى، يسعى البنك المركزي الأوروبي لتجنّب خنق الاقتصاد عبر رفع معدلات الفائدة بشكل كبير جدا. لكن عليه التفكير أيضا في تجزئة محتملة لسوق الديون في ظل تباينات كبيرة في معدلات الاقتراض في أنحاء منطقة اليورو.
وحافظ البنك المركزي الأوروبي حتى الآن على سياسة نقدية فضفاضة إلى حد بعيد لدعم الاقتصاد، في وقت اختار الاحتياطي الفدرالي الأمريكي رفع معدلات الفائدة ويتعهّد بمواصلة ذلك لمواجهة التضخم .
ومن المقرر أن يعلن عن قراره بشأن سياسته النقدية وأشار إلى أنه سيرفع معدلات الفائدة لأول مرة منذ 11 عاما.
المسار الهبوطي لزوج اليورو والدولار
المسار الهبوطى لزوج العملات اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD كان الابرز خلال هذا الاسبوع حيث تحرك زوج اليورو/دولار صوب مستوى الدعم 1.0448 الادنى له خلال العام 2023 .
ويستقر حول خسائره وقت كتابة التحليل وظل الاداء كما هو بدون مراعاة وصول المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع حيث لا يزال الدولار الامريكى الاقوى بتوقعات رفع الفائدة الامريكية تصريحات مسؤولى البنك المركزى الامريكى ونتائج البيانات الاقتصادية لا تزال تدعم مكاسب الدولار.
وحسب أرقام رسمية فقد زادت فرص العمل في الولايات المتحدة الامريكية بشكل غير متوقع في أغسطس، وهي علامة أخرى على أن سوق العمل الامريكى لا يزال قويا على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة وربما تكون قوية للغاية بالنسبة لمحاربي التضخم في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفى هذا الصدد قالت وزارة العمل الأمريكية يوم أمس الثلاثاء بإن أصحاب العمل الأمريكيين سجلوا 9.6 مليون فرصة عمل في أغسطس، ارتفاعًا من 8.9 مليون في يوليو، وهي أول زيادة في ثلاثة أشهر.
وكان الاقتصاديون يتوقعون 8.9 مليون وظيفة شاغرة أخرى فقط. ولم يتغير عدد حالات تسريح العمال والأشخاص الذين تركوا وظائفهم وهي علامة على الثقة في آفاقهم بشكل أساسي منذ شهر يوليو.
ما المتوقع لزوج اليورو مقابل الدولار EUR/USD فى الفترة المقبلة ؟
يشير تحليل مجموعة البيانات الأكثر شمولاً في العالم حول كيفية وضع المستثمرين في أسواق الفوركس إلى أن سعر اليورو قد يكون في طريقه لاختبار التكافؤ مع الدولار مرة أخرى.
وتشير النتائج إلى أن السوق يرى بشكل متزايد أن المستويات أقل من مستوى الدعم 1.03 ممكنة حيث أن المتداولين الذين لديهم خيارات محددة عند 1.03 لن يبدأوا في تحقيق الربح إلا عندما يتحرك سعر صرف اليورو إلى الدولار أدناه. وهناك طلب صافي ملحوظ على زوج يورو/دولار EUR/USD من 1.07 حتى 1.03. وهذا يعني أن المستثمرين بحاجة إلى تداول زوج يورو/دولار EUR/USD تحت هذه المستويات على الأقل لتسجيل عائد على خيارات البيع الخاصة بهم.
وكان قد وصل اليورو إلى سعر التكافؤ مقابل الدولار العام الماضي لكنه انتعش خلال النصف الأول من عام 2023 مدفوعًا بتحسن ديناميكيات النمو في منطقة اليورو المرتبطة جزئيًا بأنخفاض أسعار الطاقة.
ومع ذلك، فإن التباطؤ الاقتصادي المتجدد في المنطقة لا يتناسب مع الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي، والذي أدى بالفعل إلى انخفاض اليورو مقابل الدولار بنحو 5٪ في النصف الثاني.
وعلى صعيد أخر فقد عادت الطاقة إلى جدول الأعمال مع ارتفاع أسعار النفط والغاز، وعليه مع كون أوروبا مستورداً صافياً للطاقة والولايات المتحدة مصدراً صافياً، وجد اليورو سبباً آخر للتعثر.
ويكشف تحليل مراكز السوق أن صناديق التحوط أغلقت 24.8 ألف مركز طويل وفتحت 5.5 ألف مركز بيع إضافي خلال الشهر الماضي، مما جعلها صافية على المكشوف على اليورو بمقدار 23.3 ألف عقد آجل.
كما قام مديرو الأصول بمراجعة مراكزهم الطويلة على اليورو، على الرغم من احتفاظهم بمراكز طويلة صافية (359 ألفًا).
ويعد ارتفاع أسعار الطاقة أمرًا إيجابيًا للاقتصاد الأمريكي الغني بالطاقة.
لا تغير فى وجهة نظرى الفنية حيث أن الاتجاه العام لزوج اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD لا يزال هبوطيا والتحرك حول ودون مستوى الدعم 1.0500 لا يزال يؤكد مدى قوة سيطرة الدببة على الاتجاه وفى نفس الوقت معه والاقل تتحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع ولن يكون هناك فرصة لزوج العملات فى الارتداد لاعلى بدون أرقام أقل من كل التوقعات للوظائف الامريكية هذا الاسبوع وحسب الاداء الحالى الكسر الاولى للاتجاه العام سيكون بالتحرك صوب مستويات المقاومة 1.0620 و 1.0775 على التوالى.
وفى المقابل فى حال جائت أرقام الوظائف الامريكية داعمة لمزيد من تشديد سياسة المركزى الامريكى فلا يمكن أستبعاد التحرك صوب مستويات دعم أعمق والاقرب منها حاليا 1.0420 و 1.0330 على التوالى.
سيتأثر اليورو دولار اليوم بتصريحات حاكم المركزى الاوروبى لاجارد ثم قراءة ADP للتغير فى الوظائف الامريكية الغير زراعية وقراءة مؤشر مديرى المشتريات ISM للخدمات.