سعي الصين لتعزيز وتفعيل التعاون الثنائي مع دول العالم العربي
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 30-05-2024
يرجع تاريخ التبادلات الودية بين الصين والعالم العربي إلى ما قبل أكثر من ألفي سنة، حيث التقت الحضارتان الصينية والعربية على “طريق الحرير القديم” وساهمتا معا مساهمة بالغة لدفع تقدم الحضارة البشرية. في الوقت الحاضر يشهد العالم تغيرات لم يسبق لها مثيل منذ قرن، وتواجه الصين والعالم العربي مهمات مشتركة متمثلة في حفظ السلام وتحقيق التنمية.
واليوم تتبع العلاقات العربية الصينية مسارا جديدا في القرن الحادي والعشرين، شعاره تعزيز التعاون وتقييم النجاحات الماضية، وتطوير رؤية جديدة بناء عليها من أجل مستقبل مشترك مزدهر.
وفي هذا الإطار، يلقي فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، كلمة افتتاحية ضمن الجلسة الافتتاحية للدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، مشيرا التزام الصين الثابت بتطوير الشراكة مع العالم العربي وتعزيز التعاون المشترك.
وقد أكّد الرئيس شي في كلمته على ضرورة تعميق العلاقات بين الصين والدول العربية، مؤكّدا على أنّ التعاون الثنائي بين الجهتين يعتبر عاملا أساسيا لتحقيق النمو والازدهار في كل العالم.
وفي الأثناء أشار الرئيس شي الى المستوى الرفيع من الجهود التي تبذلها بلاده في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول العربية، مشدّدا على أهمية تعميق كل من العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة بالاعتماد على التبادل التكنولوجي وتعزيز الابتكار.
ذلك إلى جانب تأكيده على ضرورة تعزيز التعاون في جوانب أخرى مثل البنية التحتية، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا الحديثة، مشيرا الى أنّ الصين لن تتوانى في دعم الدول العربية في تحقيق هذه الأهداف وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعبين.
كما أشار الجانب الصيني أنه في السنوات القادمة، ستمّ التركيز على التعاون مع الجانب العربي في عدة مجالات مهمة، خاصّة مجال البحث والتطوير التكنولوجي، حيث سيتم بناء 10 مختبرات مشتركة في مجالات مثل الحياة والصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والزراعة الحديثة والمعلومات الفضائية.
ذلك الى جانب تعزيز التعاون الاستثماري والمالي بين الصين والدول العربية من خلال دعم المشاريع الإنمائية التي من شأنها أن تنهض باقتصادات الدول وتحقّق مصالح الشعوب في المنطقة.
كما أشار فخامة الرئيس الصيني شي إلى أنّه سيتم تعزيز التعاون الطاقوي، والمبادرة بتطبيق مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز التعاون في مجال التجارة الالكترونية والتجارة الحرة.
وفي مجال التواصل الثقافي والشعبي، تعهّدت الصين بإنشاء منصات جديدة للتواصل والتبادل الثقافي بين الصين والدول العربية، بهدف تعزيز الفهم المتبادل وتعزيز العلاقات الثقافية بين الشعبين.
نرحّب بهذه الجهود المشتركة والتعاون المثمر، والتي بناء عليها يمكننا الوصول الى أهدافنا الثنائية في تحقيق مستقبل مشترك زاهر أكثر استقرارًا وأمنا وازدهارًا للصين والدول العربية، وأكثر سلاما وتنمية في المنطقة والعالم بشكل عام.
وفي ختام كلمته، يعبر الرئيس شي عن ثقته في أن “التعاون الصيني العربي سيسهم في بناء عالم أكثر استقراراً وازدهاراً، ويساهم في تعزيز الفهم المتبادل والتعايش السلمي بين الحضارات”. كما يؤكد على أن “الصين ملتزمة بتعزيز الشراكة مع الدول العربية، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والثقافة والتنمية، من أجل بناء مستقبل مشترك مزدهر للصين والدول العربية”.
نحن المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية لا يخفى علينا الدور الفعّال لدولة الصين الشعبية في دول إفريقيا والعالم العربي منذ عقود متتالية.
نعبّر عن شرفنا الكبير بمبادرات الصين للتعاون مع تونس لتحقيق مزيد من الازدهار والتنمية الاقتصادية والتطوير في مختلف الجوانب الأخرى، وهي فرصة ثمينة للنهوض واتباع خطى قوّة غظمى كالصين.
نثمّن هذه المبادرة القيّمة في النهوض بالقطاع البحثي والتكنولوجي بتونس، حيث أنّنا على ثقة تامة بوصولنا الى أعلى قمم النجاح بهذا التعاون الثنائي.