سطو العثمانيين على مقتنيات الحجرة النبوية في المدينة
أنقرة-تركيا-3-2-2020
أكثر من 100 عام تمر منذ نقلت تركيا كنوز الحجرة النبوية الشريفة إلى إسطنبول، بتعلة حمايتها من السرقة أو الإعتداء ونقلت تركيا عبر ما عرف بقطار الأمانات المقدسة عام 1917، كل الآثار على مدار 1300 عام دون أن تستثني شيئا.
ووثقت الدولة العثمانية الكنوز المنقولة باعتبارها “أمانة”، وتضم مصاحف أثرية، ومجوهرات وشمعدانات ذهبية بالإضافة إلى سيوف ولوحات مرصعة بالألماس، وما لا يحصى من المباخر والعلاّقات وغيرها من القطع التي بلغت أكثر من 390 قطعة نفيسة.
ومن أبرز المقتنيات الموجودة في تركيا اليوم، والمعروضة في متحف توبكابي بإسطنبول، بردة النبي، ورايته (الحمراء)، ومكحلته، ونعله، ورباعيته، وخصلة من شعره. وكان يعتقد أن الآثار النبوية ستعود يوما ما بعد الحرب إلى مكانها الأصلي، إلا أن التقلبات السياسية وزوال الدولة العثمانية وغيرها من التطورات حالت دون ذلك، في وقت اعتبرت فيه الدولة التركية الحديثة أن الكنوز النبوية هي جزء من إرث الدولة العثمانية.
ونفت تركيا في أكثر من مناسبة أن تكون قد استولت أو “سرقت” الآثار الشريفة، وسط استغراب الكثير من الباحثين، وتساؤلات حول شرعية وجود هذه الأثار في تركيا بدل مكانها الطبيعي في الحجرة النبوية الشريفة بالمدينة المنورة.
وتقول إحدى الوثائق التي تحصلت عليها مجلة(إندبندت عربية) إن حجة الأتراك في رفضهم إعادة المنقولات كانت أنها أرسلت كهدية للخليفة وليس للضريح (الحجرة النبوية)، ولأنهم أطاحوا بالخليفة القائم وقتئذٍ عن طريق العنف، فإن لهم”الحق” في الإحتفاظ بها للخليفة الجديد الذي سيختارونه آنذاك.
وجاء طلب من بريطانيا للأتراك بإعادة الآثار، إذ لم يكن لحكومة الحجاز وقتذاك ممثل في المعاهدة، وفي رسالة أخرى موقعة باسم كورزون كيدلستون، جاء فيها أن هناك تعهداً من قبل العثمانيين بإعادة الآثار، وتم التعهد بذلك لأمين الحرم وأعيان المدينة المنورة حين أخذ جنود فخري باشا الكنوز من حجرة النبي في المدينة.
ويذكر الكاتب السعودي خالد عباس طاشكندي أن فخري باشا والي المدينة التركي “أخذ معه الآلاف من مقتنيات الحجرة النبوية الشريفة الثمينة ومن بينها جوهرة الكوكب الدري والبردة النبوية ومصحف سيدنا عثمان بن عفان، إضافة إلى محتويات مكتبتي عارف حكمت والمحمودية من مخطوطات نادرة” وعلق بقوله:”ما نهبوه في متحف طوب قابي في إسطنبول شاهد على إنجازات جد إردوغان”.
تاريخ نهب العثمانيين للتراث الإسلامي بدأ منذ عهد السلطان محمد الفاتح الذي أمر عام 1478 بإنشاء جناح بقصر” طوب قابي” أطلق عليه “غرفة الأمانات”، تحتوي على الآثار الإسلامية المنهوبة من البلاد المحتلة، وزادت المقتنيات بعد غزو مصر على يد السلطان سليم الأول عام 1517، الذي نهب جميع الأمانات المقدسة التي انتقلت إلى القاهرة بعد أن أصبحت مقر الخلافة العباسية في عهد الدولة المملوكية، وقام بإرسالها إلى إسطنبول ولم تعد من يومها.
وصف المؤرخون بدقة نفائس الحجرة الشريفة المتمثلة في الستائر والقناديل، وقد احتوت الخزانة النبوية على المصاحف الكاملة، وبلغ مجموعها 132 مصحفًا، أبرزها المكتوب بخط الخليفة عثمان بن عفان والمحفوظ داخل ستارة مذهبة من القماش.