ستيفاني خوري: أي لعبة تقودها واشنطن لإنتخاب حكومة ليبية مؤقتة بإيقاع ومقاييس أمريكية؟ ومن هو الحصان الأسود؟
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 02-07-2024
تقديم
تجري القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا ستيفاني خوري سلسلة لقاءات ومشاورات مع الفرقاء في مناطق عديدة بين الشرق والغرب الليبي، لتحريك الأوضاع الراهنة والوصول إلى تسوية بحسب المقاييس الأمريكية طبعا، تؤدي إلى الانتخابات بحسب ما يعلنون ولكن المخطط الصحيح لا يتمّ الإعلان عنه.
وتضمنت المشاورات “القائم بأعمال السفارة السعودية لدى ليبيا أحمد الشهري سبل” وإشراك الأطراف الليبية المعنية للتوصل إلى تسوية سياسية تؤدي إلى إجراء انتخابات بحسب إدّعائها.
خارطة أمريكية ووساطة سعودية
وشدّدتْ خوري خلال اللقاء على الدور الرئيسي الذي تلعبه الأطراف الفاعلة الدولية-الإقليمية في دفع العملية السياسية الليبية. حسب بيان البعثة الأممية على صفحتها في موقع إكس.
في خطوة تعد الاستثنائية والأولى تشارك السعودية في هذه المحادثات، حيث أبدت استعدادها للتعاون في معالجة الإنسداد السياسي، عبر دعم مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا، وكذلك مشروع المصالحة الوطنية، والعمل مع جميع الأطراف لإنجاحه.
ووفقا لما أعلنت عنه البعثة فإن خوري، التي تتسلح بخبرة “أمريكية” في التعامل مع أزمات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هدفها الرئيسي في مهمتها الأممية بليبيا، تيسير “عملية سياسية شاملة بإيعاز أمريكي”.
لكن ثمة تساؤلات مطروحة إزاء قدرة الدبلوماسية الأميركية على تهيئة الأجواء السياسية الكفيلة بتجاوز اختبار الانتخابات المقرّرة نهاية العام الحالي، والتعاطي مع التناقضات والتوازنات بين الفرقاء، وسط استمرار تنافس القوى الدولية على أدوار ومكانة في الداخل الليبي بأجواء يقول خبراء القانون الدولي أنها خطيرة وتعكس الهيمنة الأمريكية التي لاتزال تمارسها اليد العليا، من خلال التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الليبية التي تفقد مقدراتها وثروتها دون أن يكون لأبناء الشعب الليبي أية إستفادة.
المزاد مفتوح تحت الطاولة: مشاورات وجولات مع أطراف ليبية من الشرق والغرب
ضمن هذا الإطار تقوم المبعوثة الأمريكية بجولات مكوكية بين الأطراف المختلفة، وتضمنت لقاءات خوري الأخيرة القائد العام للقوات المُسلحة المشير “خليفة حفتر”، والذي استقبلها مع الوفد المرافق لها في مقر القيادة بمدينة بنغازي.
وناقش الطرفان التطورات والمستجدات السياسية على الساحة الليبية، وخاصة فيما يتعلق بملف الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وبحثا وفقاً لما ذكره المكتب الإعلامي للقيادة العامة، أهمية العملية السياسية من أجل تهيئة الأجواء التي تساعد في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد.
كما تمت مناقشة السبل الكفيلة للوصول إلى حلول توافقية تقود لعقد الانتخابات التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
وكثفت خوري لقاءاتها مع كل الأطراف، في مناطق عديدة بين الشرق والغرب الليبيَّين وفي تونس، ونشرت عبر حسابها بمنصة إكس، إفادات عن نتائج المشاورات وكلها “كلام فضفاض” ووعود واهية لمجموعة من الشخصيات التي تريد تعويض الدبيبة وخاصة لها أطماع في الحكم، وطبعا هي والقيادة الأمريكية تخفي “الحصان الأسود” الذي سيعطي كل الضمانات لها وللأمريكان، من أجل النفوذ الامريكي في ليبيا، وسيكون موظف صغير لدى الإدارة الأمريكية لينفذ مخططاتها وإلاّ فلن يكون.
وشملت اللقاءات والمشاورات رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفّي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة الذي يعطي عروضا مغرية لستيفاني حتى يبقى رئيس حكومة وخاصة وأنه مستعد لبيع كل شيء من أجل البقاء في منصبه وستيفني لا تزال تفكّر.
كما تقابلت مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ويضاف إلى هؤلاء المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا، وممثلو الأحزاب الليبية ونشطاء مدنيون وكذلك أجرت خوري مشاورات مع سفراء دول أجنبية لدى ليبيا… وهناك من يتحدّث على إطالة الوقت التي تلعب على كسبه ستيفاني خوري.
وقالت إنها ناقشت “سبل الخروج من الانسداد الراهن والدفع بالعملية السياسية للأمام، وتهيئة الظروف المواتية لإجراء الإنتخابات، وتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها”. وفق تعبيرها
وخلال إحاطتها أمام مجلس الأمن لم تغفل خوري الإشارة إلى الحاجة للتغيير الحكومي بحديثها عن مطلب من التقت بهم بالقول أنها ستتلقى الدعم الامريكي الكافي في اعداد خريطة تركز على الإشكاليات المتعلقة بتشكيل حكومة مؤقتة والمؤسسات الأمنية والخطوات الكفيلة بالتوجه نحو إجراء انتخابات، وأهمية جهود الوساطة الدولية بالخصوص.