آسياأخبار العالمأوروبا

زيلينسكي يدعو الحلفاء إلى الرد على تورط كوريا الشمالية في الحرب ويحثهم على “عدم الاختباء”

في تصريح قوي يعكس تصاعد التوترات الدولية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلاده إلى اتخاذ موقف حازم والرد على ما وصفه بتورط كوريا الشمالية في الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا.

وجاءت تصريحات زيلينسكي خلال خطاب ناري دعا فيه الدول الغربية إلى “عدم الاختباء” وراء الدبلوماسية والاعتراف بالتحديات التي يفرضها التعاون المتزايد بين بيونغ يانغ وموسكو.

وقد أثار زيلينسكي مخاوفه بشأن تقارير استخباراتية تشير إلى دعم كوريا الشمالية لروسيا في الصراع عبر إرسال أسلحة أو مساعدات عسكرية، مما يعمّق الشراكة بين البلدين ويزيد من تعقيدات الحرب المستمرة. وأوضح أن هذا الدعم يمكن أن يقلب ميزان القوى في النزاع لصالح روسيا، محذرًا من أن تجاهل هذه التطورات قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الأوروبي والعالمي.

وتأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من تورط دول أخرى في الحرب الأوكرانية، ما يهدد بتوسيع نطاق الصراع. كانت التقارير قد أشارت إلى أن كوريا الشمالية قد تكون قد زودت روسيا بأسلحة وذخائر، وهو ما يعزز القدرات الروسية في مواجهة القوات الأوكرانية، خاصة في ظل الحصار الغربي المفروض على موسكو.

وأكد زيلينسكي أن حلفاء أوكرانيا بحاجة إلى تحرك سريع وحاسم لمنع المزيد من التدخلات الخارجية في الصراع، محذرًا من أن العالم لا يمكنه الوقوف متفرجًا في وجه هذه التحديات. ودعا إلى تشديد العقوبات على كوريا الشمالية واتخاذ خطوات إضافية لتعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا لمواصلة مقاومتها للغزو الروسي.

تأتي دعوة زيلينسكي في وقت يستمر فيه النزاع العسكري على الأرض، مع استمرار المعارك على عدة جبهات في شرق وجنوب أوكرانيا. وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي قدمته الدول الغربية لكييف، بما في ذلك الأسلحة المتطورة والتدريب العسكري، لا يزال الوضع في الميدان معقدًا وسط محاولات روسيا لتعزيز نفوذها العسكري والدولي عبر الشراكات الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه الدول الغربية تحديات متزايدة في كيفية التعامل مع كوريا الشمالية، التي تعد دولة معزولة نسبيًا وتخضع بالفعل لعقوبات دولية صارمة بسبب برنامجها النووي. ومع ذلك، فإن تطورات الحرب الأوكرانية تدفع الدول الغربية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها في المنطقة، حيث تتداخل المصالح الجيوسياسية والعسكرية.

من جانبه، نفت كوريا الشمالية الاتهامات المتعلقة بإرسال أسلحة أو دعم عسكري لروسيا، معتبرة أن هذه التقارير جزء من “حملة دعائية غربية” تستهدف تشويه صورتها على الساحة الدولية. ومع ذلك، فإن مراقبين يرون أن العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ قد تكون في طور التوطيد بشكل أكبر في ظل العقوبات الغربية المفروضة على البلدين، مما يفتح الباب أمام تعاون عسكري محتمل قد يغير معادلة الحرب في أوكرانيا.

في النهاية، تبقى مسألة تورط كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية مسألة حساسة ومعقدة، وتدفع بالحلفاء الغربيين إلى مواجهة خيارات صعبة بشأن كيفية الرد على هذه التحديات الناشئة في صراع قد يحمل تداعيات جيوسياسية واسعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق