روسيا وأوكرانيا تتقدمان نحو هدنة مؤقتة عبر اتفاق تاريخي لتبادل الأسرى ومباحثات مباشرة في إسطنبول
قسم الأخبار الدولية 16/05/2025
اتفقت روسيا وأوكرانيا على تنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى منذ اندلاع الحرب بينهما في فبراير 2022، وذلك خلال محادثات مباشرة عقدت في مدينة إسطنبول التركية برعاية وزير الخارجية هاكان فيدان، وأفضت إلى تفاهم مبدئي لتبادل ألف أسير من كل جانب، وفتحت الباب أمام مناقشات موسعة لوقف إطلاق النار المحتمل.
وأكد وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، في حديث إلى التلفزيون المحلي، أن الاتفاق يقضي بتبادل 2000 أسير حرب بالتساوي، مشيرًا إلى أن تنفيذ العملية خلال الأيام المقبلة سيُشكّل سابقة منذ أكثر من ثلاث سنوات من الحرب المتواصلة. وتطابق هذا الإعلان مع ما صرح به المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي الذي أوضح أن الأطراف ناقشت كذلك تنظيم لقاء مباشر بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي.
وتُمثّل هذه المفاوضات أول حوار رسمي وجهاً لوجه بين الطرفين منذ انهيار مسار التفاوض في ربيع 2022، حين توقفت المحادثات عقب تصعيد العمليات العسكرية في شرق وجنوب أوكرانيا. وأوضح ميدينسكي أن الطرفين بصدد بلورة «رؤية مفصلة» لوقف إطلاق النار المؤقت، معتبرًا أن الأجواء «إيجابية ومناسبة لمواصلة الحوار».
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من ضغط غربي متزايد على موسكو للموافقة على هدنة إنسانية غير مشروطة لمدة 30 يوماً، في ظل تدهور الأوضاع الميدانية، خاصة على الجبهات الشرقية. غير أن روسيا رفضت هذه المبادرة، معتبرة أن وقف القتال دون شروط سيسمح لأوكرانيا بإعادة التسلح من الغرب، وطالبت بوقف الدعم العسكري الخارجي قبل التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتجدر الإشارة إلى أن ملف تبادل الأسرى لطالما شكّل أحد أكثر الملفات حساسية في الحرب الروسية الأوكرانية، ويُنظر إلى هذا الاتفاق كخطوة لبناء الثقة يمكن أن تُمهّد لاحقاً لإطار تفاوضي أوسع، رغم التعقيدات المرتبطة بمواقف الجانبين وشروطهما المتباينة بشأن مستقبل العمليات العسكرية والدعم الدولي لكييف.
