آسياأخبار العالم

روسيا تنقل قاذفاتها النووية النادرة إلى أقصى الشرق بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيّرة كبّدها مليارات الدولارات

نقلت روسيا قاذفاتها الاستراتيجية الأغلى ثمناً، من طراز “توبوليف تو-160″، إلى قاعدة جوية نائية في أقصى شرق البلاد، بعد سلسلة من الهجمات الجوية الأوكرانية بطائرات من دون طيار، استهدفت خمس قواعد روسية وألحقت أضراراً جسيمة بأسطول الطيران بعيد المدى.

وأظهرت صور أقمار اصطناعية حديثة تحرّك طائرتين من طراز “تو-160″، التي تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 500 مليون دولار، من مواقع قريبة من خطوط المواجهة إلى قاعدة “أنادير” في شبه جزيرة تشوكوتكا، على بُعد أكثر من 4 آلاف ميل من الجبهة، و410 أميال فقط من ألاسكا. وتُعد هذه القاعدة الجوية منشأة محصنة أنشأها الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر البحر أو الجو.

وجاء هذا الإجراء عقب ما سمّته كييف بـ”عملية شبكة العنكبوت”، وهي هجمات منسقة تم تنفيذها في الأول من يونيو باستخدام 117 طائرة مسيّرة جرى تهريبها إلى الداخل الروسي داخل شاحنات مدنية، انطلقت لاحقاً من كبائن خشبية معدّلة لتضرب أهدافها في ثلاث مناطق مختلفة بشكل متزامن.

وأكدت كييف أنها دمّرت قاذفات من طراز “تو-95″ و”تو-22” ضمن الهجوم، بينما تشير التقديرات إلى أن الخسائر الروسية تجاوزت 7 مليارات دولار، وتسببت بتدمير عدة طائرات استراتيجية تُعدّ من أندر الطرازات في الترسانة الروسية، حيث لا تملك موسكو سوى 16 قاذفة عاملة من طراز “تو-160”.

ورغم تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بأن “الردع النووي لم يتأثر بشكل كبير”، إلا أن محللين عسكريين يرون أن نقل القاذفات إلى مواقع بعيدة يعكس قلقاً روسياً متزايداً من قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات دقيقة وطويلة المدى داخل العمق الروسي، ويؤكد اختراقاً استخباراتياً واسعاً لجهاز الأمن الأوكراني في الداخل الروسي.

وتشكل هذه الهجمات تطوراً نوعياً في الحرب، إذ إنها تضرب قلب القوة الاستراتيجية الروسية وتعزز من جرأة العمليات الأوكرانية، في وقتٍ تحاول فيه موسكو تحصين منشآتها وتدارك خسائرها العسكرية والتقنية غير المسبوقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق