آسياأخبار العالمأوروبا

روسيا تعيد رسم حدود الاشتباك مع الغرب وترفض أي وجود أوروبي مسلح داخل أوكرانيا

أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مقابلة تلفزيونية أن موسكو حافظت على موقف ثابت يرفض أي نوايا هجومية تجاه حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن التصعيد الحالي لا يعكس رغبة روسية في توسيع دائرة الصراع، بل نتيجة تراكم توترات بين الأطراف الدولية. وأوضح لافروف أن بلاده تستعد لتقديم ضمانات مكتوبة لكل من بروكسل والحلف لتوثيق عدم وجود أهداف عدوانية، في خطوة تهدف – حسب التعبير الرسمي – إلى “استعادة قنوات الثقة” التي تآكلت منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.

ورفضت موسكو بشكل قاطع أي مبادرة أوروبية لنشر قوات حفظ سلام داخل الأراضي الأوكرانية، مؤكدة أن دخول قوات أجنبية – حتى لو تحت مظلة أممية أو أوروبية – سيُعتبر عملاً معادياً ويجعله هدفاً مباشراً للجيش الروسي. ويأتي هذا الرفض في وقت تدفع فيه بعض الدول الأوروبية باتجاه صياغة ترتيبات أمنية جديدة في أوكرانيا لتعزيز الخطوط الأمامية ومنع تجدد الهجمات واسعة النطاق.

وتتبعت موسكو، وفق تصريحات لافروف، الاتصالات الجارية بين كييف والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن مستقبل الصراع، معتبرة أن أي مبادرة للحل يجب أن تمرّ عبر مفاوضات شاملة تتضمن القضايا الأمنية، وضع المناطق المتنازع عليها، وضمانات عدم توسع الناتو. وفي المقابل، تُظهر مواقف العواصم الأوروبية ميلاً لبحث ترتيبات أمنية طويلة الأمد تُبعد شبح عودة العمليات الروسية الواسعة.

ويرتبط الموقف الروسي الرافض لقوات حفظ السلام بمعادلات أعمق تتعلق بإدارة موسكو لحدود النفوذ العسكري والسياسي في فضائها الأوروبي، إذ تخشى روسيا – بحسب خبراء دوليين – من أن يؤدي أي وجود أوروبي مسلح داخل أوكرانيا إلى تغيير قواعد الاشتباك وإحداث تماس مباشر بين القوات الروسية وقوات الحلف. كما يرى محللون أن إعلان لافروف استعداد بلاده لمواجهة أوروبا “حتى لو اندلعت الحرب الآن” يحمل رسالة ردع هدفها منع أي خطوات قد تُفسَّر على أنها اقتراب من خطوط روسيا الحمراء.

ويأتي هذا التطور في سياق مناخ دولي مضطرب يتسم بتصاعد سباق الضمانات الأمنية، وتأكيد موسكو من جهة، والأوروبيين من جهة أخرى، على حماية فضائهم الاستراتيجي وسط غياب إطار سياسي مستدام يضع حداً للحرب الممتدة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق