آسياأخبار العالمأمريكا

روسيا تدعو لتفادي التصعيد بعد تهديد ترمب بضرب إيران

دعت روسيا، الثلاثاء، إلى تفادي أي تصعيد جديد في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن فتح باب الحوار مع إيران بات ضرورة ملحّة في المرحلة الراهنة، وذلك على خلفية تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب لوّح فيها بإمكانية توجيه «ضربة كبيرة أخرى» لطهران في حال عاودت تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي أو النووي.

وقال الكرملين إن موسكو تتابع بقلق التصريحات الصادرة عن واشنطن، مشدداً على أن منطق التهديد واستخدام القوة لا يسهم في تعزيز الاستقرار، بل يفاقم التوترات ويزيد من مخاطر الانزلاق إلى مواجهة أوسع. وأضاف أن الحل يكمن في المسارات الدبلوماسية واحترام قواعد القانون الدولي، مع ضرورة مراعاة التوازنات الإقليمية الحساسة.

وجاءت تصريحات ترمب عقب لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث عبّر الرئيس الأميركي عن اعتقاده بأن إيران قد تسعى إلى إعادة بناء قدراتها العسكرية بعد الضربات الأميركية العنيفة التي استهدفت منشآت إيرانية في يونيو الماضي. وقال ترمب إن بلاده «تعرف تماماً» طبيعة الأنشطة الإيرانية ومواقعها المحتملة، ملمحاً إلى استعداد واشنطن للتحرك عسكرياً إذا رأت تهديداً مباشراً.

وأشار ترمب إلى أن المحادثات مع نتنياهو تناولت أيضاً جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الهش في غزة، إضافة إلى ما وصفه بـ«المخاوف الأمنية الإسرائيلية» المتعلقة بإيران ودور «حزب الله» في لبنان، في ظل استمرار حالة عدم اليقين في المنطقة.

في المقابل، ردّت طهران على هذه التصريحات بنبرة حازمة. وقال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن أي اعتداء جديد على إيران «سيُقابل برد شديد»، مؤكداً أن القدرات الصاروخية والدفاعية الإيرانية «غير قابلة للاحتواء أو التقييد». وأكد أن بلاده لن تتخلى عن حقها في تطوير قدراتها الدفاعية.

كما أوضحت وزارة الخارجية الإيرانية أن قنوات الاتصال مع الولايات المتحدة لا تزال قائمة عبر مكاتب رعاية المصالح، رغم تعثر المفاوضات بعد حرب يونيو. وشددت على أن تخصيب اليورانيوم يمثل «حقاً سيادياً» غير قابل للتفاوض، وأن أي مسار دبلوماسي جاد يجب أن يتضمن ضمانات واضحة لرفع العقوبات، لا الاكتفاء بحوار سياسي دون نتائج ملموسة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من الترقب والحذر، وسط تحذيرات متزايدة من أن أي تصعيد جديد قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع، ما يعزز الدعوات الدولية، وفي مقدمتها الروسية، إلى ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق