آسياأخبار العالم

روسيا تحذر من تصاعد خطر المواجهة النووية وزيلينسكي يواصل الدعوة للحوار بشأن القرم

صعّدت روسيا من لهجتها التحذيرية تجاه الغرب، مشيرة إلى أن مخاطر نشوب مواجهة نووية أصبحت أكثر حدة في ظل استمرار التوترات المحيطة بالأزمة الأوكرانية. وجاء هذا التحذير من خلال تصريحات رسمية على لسان مسؤولين في الحكومة الروسية، الذين أكدوا أن السياسات الغربية، لا سيما الدعم العسكري المكثف لأوكرانيا، تضع العالم على مسار تصعيدي خطير قد يؤدي إلى نتائج كارثية.

حذرت روسيا، التي تعدّ واحدة من أكبر القوى النووية في العالم، من خطورة تزويد كييف بأسلحة نوعية متقدمة، معتبرة أن هذه الخطوة تتجاوز الخطوط الحمراء. ووفقاً لتصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، فإن الدعم الغربي لأوكرانيا يزيد من احتمالية التصعيد إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تمثل منظومات الأسلحة الغربية تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي، خصوصاً في المناطق الحدودية.

في المقابل، يستمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في التمسك بخيار الحوار كوسيلة لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014. وأكد زيلينسكي في خطاب حديث أن أوكرانيا لن تتنازل عن حقوقها السيادية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الدبلوماسية تبقى السبيل الأفضل لتجنب المزيد من التصعيد. وأوضح أن استعادة القرم ليست مجرد هدف سياسي، بل تمثل مسألة هوية وطنية ووحدة للأراضي الأوكرانية.

يأتي التوتر حول القرم في سياق أوسع من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث أصبحت شبه الجزيرة نقطة محورية للنزاع، نظراً لموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأسود وأهميتها العسكرية. روسيا استثمرت بشكل كبير في تعزيز بنيتها التحتية العسكرية هناك، بما في ذلك نشر صواريخ نووية متطورة، مما يجعل أي حديث عن استعادتها عبر القوة خياراً محفوفاً بالمخاطر.

وعلى الرغم من محاولات التهدئة الدبلوماسية، فإن الوضع على الأرض يشير إلى تصعيد مستمر، مع تبادل الهجمات بين القوات الروسية والأوكرانية على جبهات مختلفة. يستمر الغرب من جانبه في دعم كييف سياسياً وعسكرياً، حيث أعلنت دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا عن تقديم مساعدات جديدة تشمل معدات عسكرية متطورة لتعزيز قدرة أوكرانيا الدفاعية.

ويعكس تصاعد التحذيرات الروسية بشأن الخطر النووي قلقاً عميقاً من انزلاق الصراع إلى مواجهة أوسع، قد تشمل أطرافاً دولية أخرى. كما تضع تصريحات زيلينسكي المجتمع الدولي أمام مسؤولية مضاعفة لدعم الحلول السلمية، وسط دعوات متزايدة لعقد مفاوضات تضمن أمن المنطقة واستقرارها.

ومع ذلك، تظل فرص تحقيق اختراق دبلوماسي حقيقي ضئيلة في ظل استمرار التصعيد العسكري وتباعد مواقف الأطراف المعنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق