أخبار العالمأوروبا

أردوغان يتصرف كما لو كان يقود قوة عظمى!

أثينا-اليونان-19-8-2020

نشرت صحيفة(كاثيميريني) اليونانية مقالا للصحفي الأمريكي توم إليس،أشار فيه إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر على الإلتزام بخطابه القومي الذي اعتدنا عليه. فهو لا يخفي أحلامه ورؤاه العثمانية الجديدة ويواصل أعماله الإستفزازية ضد اليونان وقبرص وغيرهما من الدول الأخرى، بما في ذلك فرنسا، كما يتضح من خلال هجومه اللفظي على إيمانويل ماكرون والحادث الأخير بين القوات البحرية التابعة للبلدين. يتصرف الرئيس التركي كما لو كان يقود قوة عظمى، لكننا نتساءل عما إذا كان الرجل الذي يريد أن يحل مكان مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، في العقيدة التركية، مدركا لحدوده وحدود بلاده حقا؟! نسمع تصريحات عن “الوطن الأزرق”، حول “حدود قلوبنا”، ولكننا لا نراه يتحدّث عن الصعوبات التي يواجهها الإقتصاد التركي والمخاطر الهائلة التي تهدد استقرار هذا البلد ومساره حيث أصبح على حافة الإنهيار الإقتصادي. وتدق المنظمات الدولية ناقوس الخطر، وترسل الأسواق مؤشرات يجب عدم تجاهلها، لكن الحاكم التركي يبدو غير منزعج برغم أنه لن يمكنه غزو العالم ولا حتى منطقة واحدة إذا لم يكن الإقتصاد سليما ويعكس قوة قادرة على دعم الإعلانات السياسية والتحركات العسكرية. وتبقى القوة الإقتصادية شرطا أساسيا لأي حاكم استبدادي ليرسل مثل هذه التهديدات المباشرة. لا تملك اليونان قوة تركيا العسكرية، لكنها تمتلك قوة نارية رادعة، بينما تعمل ضمن عدد من التحالفات الإقليمية والدولية بمما يمنحها قدرة على توجيه ضربة قاسية لتركيا، وهو أمر لا ينبغي لأي زعيم عاقل ومسؤول في أنقرة التقليل منه. اختار أردوغان تعظيم إمكانيات بلاده وتجاهل الأخطار التي تواجهها، لكن تركيا ليست قوية كما يعتقد، ويبقى سلوك أردوغان العدواني أحادي الجانب في شرق البحر المتوسط ​​ غير مبرر. أما بالنسبة للمواجهة التركية مع اليونان، فتعدّ المعادلة معقدة لأن لأنقرة جبهة مفتوحة أخرى في جنوب شرقها. من جهتها، تريد أثينا تسوية سلمية للوضع وتسعى إلى وقف التصعيد، لكنها تصر على أنه إذا اختارت أنقرة التصرف بشكل غير مسؤول وتجاوزت خطوطها الحمراء، فإنها ستفعل ما تتطلبه مصالحها الوطنية. وبينما اتخذ أردوغان نفسه إجراء وصفته معظم الدول بالإستفزازي وغير القانوني قبل بضعة أشهر، (وقّع اتفاقية مع دولة في حالة حرب أهلية، ومع حكومة تتحكم في جزء من البلاد فقط، في حين لم يصادق البرلمان الذي لا يعترف بها على الإتفاقية)، فإنه يعارض الترسيم الجزئي لمنطقة اقتصادية حصرية بين اليونان ومصر بتمثيل حكومتين لا يشكك أحد في وضعهما القانوني، واستغل هذا التطور كسبب لإلغاء الحوار المتفق عليه مع اليونان قبل أن يبدأ. يرى الرئيس التركي أعداءً في كل مكان.. فهو يهاجم جميع دول المنطقة (اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر) التي وصفها بـ”تحالف الشر”، وإذا لم يحذر، فسيدفع ثمنا باهظا. يبقى الرئيس التركي محاصرا في خطابه القومي، بدلا من تحقيق انتصارات مجيدة كما يحلم، وقد يتسبب أردوغان في النهاية في إلحاق ضرر كبير ببلده، وستقع المسؤولية الأكبر عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق