أخبار العالمأمريكاإفريقيا

رسوم ترامب التجارية تضع قطاع الحمضيات بجنوب أفريقيا أمام أزمة وجودية وتنذر بكارثة اجتماعية

وجّهت جمعية مزارعي الحمضيات في جنوب أفريقيا تحذيراً شديد اللهجة، اليوم الثلاثاء، من تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبرة أنها تهدد نحو 35 ألف وظيفة وتشكل خطراً مباشراً على استقرار البلدات الزراعية التي تعتمد على تصدير الحمضيات، لا سيما إلى السوق الأميركية.

وأعلنت الولايات المتحدة في الثاني من أبريل عن رسوم استيراد جديدة شملت تعريفة أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات، أضيفت إليها رسوم إضافية بلغت 31% على واردات الحمضيات من جنوب أفريقيا. هذه الخطوة تأتي في وقت بدأت فيه البلاد موسم تصدير الحمضيات، الذي تبلغ عائداته من السوق الأميركية أكثر من 100 مليون دولار سنوياً.

وأوضحت الجمعية في بيانها أن الرسوم الأميركية ستضيف تكلفة تقارب 4.50 دولارات لكل صندوق من الحمضيات، مما يُضعف القدرة التنافسية للمزارعين الجنوب أفريقيين، ويهدد الأسواق التي استثمروا فيها لسنوات. وقال رئيس الجمعية، جريت فان دير ميروي، إن مناطق مثل “سيتروسدال” بإقليم ويسترن كيب، قد تواجه انهياراً اقتصادياً حاداً في حال استمرار هذه التعريفات، مؤكداً أن المجتمعات الزراعية تعيش حالة “قلق هائل” بسبب التداعيات المحتملة.

ودعا المزارعون حكومة جنوب أفريقيا إلى التحرك العاجل وبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة لطلب إعفاء الحمضيات من الرسوم، مشددين على أن طبيعة الموسم الزراعي تستوجب استجابة فورية.

ورغم خطورة الموقف، استبعدت حكومة جنوب أفريقيا اللجوء إلى إجراءات انتقامية، واختارت التمسك بالمسار الدبلوماسي، مؤكدة أن واشنطن تبقى شريكاً تجارياً أساسياً بعد الصين. ولفتت الحكومة إلى أن الرسوم الجديدة تتناقض عملياً مع روح قانون “النمو والفرص في أفريقيا (AGOA)”، الذي سمح للدول الأفريقية منذ عام 2000 بتصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة دون رسوم جمركية، وهو برنامج يُفترض أن ينتهي في سبتمبر المقبل ما لم يتم تمديده أو تعديله.

ويبدو أن هذه التطورات قد تُعيد رسم خريطة التجارة بين البلدين، في وقت تتصاعد فيه المطالب الداخلية بجنوب أفريقيا لإعادة تقييم العلاقة التجارية مع واشنطن، بما يضمن حماية الاقتصاد الزراعي ومصادر العيش لعشرات الآلاف من الأسر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق