أخبار العالمالشرق الأوسط

رسائل نارية من تل أبيب تضع لبنان أمام اختبار سياسي جديد وسط وساطة مصرية لاحياء قنوات التهدئة

تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية بعد سلسلة من الضربات التي شنها الجيش الإسرائيلي على مواقع في جنوب لبنان، تزامنت مع تصريحات شديدة اللهجة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، في ما وصفته مصادر لبنانية بأنه «ضغط ناري» يهدف إلى جرّ بيروت إلى مفاوضات مباشرة وإلى دفعها لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً من سلاح «حزب الله».

وأكد نتنياهو في تصريحات متلفزة أن إسرائيل «لن تسمح للبنان بأن يتحول إلى جبهة جديدة ضدها»، ملوّحاً بعمليات أوسع «إذا اقتضت الحاجة»، فيما توعّد كاتس بتكثيف الهجمات ضد الحزب، محمّلاً الحكومة اللبنانية ورئيسي الجمهورية جوزيف عون والحكومة نواف سلام مسؤولية ما وصفه بـ«الانفلات الأمني في الجنوب».

وتزامن هذا التصعيد مع تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها القاهرة لاحتواء الموقف. فقد جدد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال لقائه نظيره اللبناني في القاهرة دعوته إلى انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المحتلة في الجنوب اللبناني، مؤكداً دعم بلاده لاستقرار لبنان ووحدته.

وكشف مصدر وزاري لبناني أن مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد نقل إلى بيروت مبادرة تهدف إلى تسريع الخطوات السياسية لتجنب الانزلاق إلى مواجهة واسعة، مشيراً إلى أن رشاد شدد على ضرورة «عدم إضاعة الوقت» في ظل مؤشرات التصعيد المتسارعة.

وأضاف المصدر أن رشاد اقترح على المسؤولين اللبنانيين اتخاذ خطوة سياسية رمزية تشجع الرئيس الأميركي دونالد ترمب على التدخل شخصياً للضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب، مستشهداً بما حدث مؤخراً في غزة، حين دفعت الوساطة المصرية – الأميركية إلى تفاهم مؤقت أوقف العمليات العسكرية.

ويواجه لبنان بذلك مرحلة حساسة تتقاطع فيها الضغوط العسكرية الإسرائيلية مع المساعي الدبلوماسية المصرية والأميركية، في وقت يعيش فيه الجنوب توتراً يومياً بين الغارات الإسرائيلية وردود «حزب الله»، وسط خشية متزايدة من أن يتحول التصعيد إلى مواجهة مفتوحة إذا فشلت الاتصالات الجارية في تثبيت التهدئة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق