أخبار العالمالشرق الأوسط

رايتس ووتش تتهم واشنطن بارتكاب جريمة حرب في اليمن وتطالب بتحقيق محايد في قصف ميناء رأس عيسى

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الولايات المتحدة بارتكاب جريمة حرب بعد قصفها ميناء رأس عيسى في محافظة الحُديدة اليمنية يوم 17 أبريل 2025، مطالبة بتحقيق دولي شفاف في الهجوم الذي خلف دمارًا واسعًا في منشآت المرفأ الحيوي وسقوط عشرات الضحايا المدنيين.

وأشارت المنظمة، في بيان صدر اليوم الثلاثاء، إلى أن الغارات الأميركية تسببت في أضرار جسيمة ببنية الميناء التحتية، ودمرت خزانات وقود وأرصفة ومنشآت جمركية ومناطق تفريغ حمولات، في وقت كانت فيه مئات العمال تؤدي مهامها داخل المنشأة، وهو ما اعتبرته المنظمة “استخفافًا صارخًا بأرواح المدنيين”.

ووفق بيانات منظمة “إيروارز” المختصة برصد الضربات الجوية، فإن القصف أسفر عن مقتل 84 مدنيًا، بينهم 49 من عمال الميناء وسائقو شاحنات، إلى جانب اثنين من عناصر الدفاع المدني، كما أُصيب أكثر من 150 آخرين، بينهم نساء وأطفال. وذكرت المنظمة أنها استعانت بتحليل منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية لتوثيق هوية الضحايا وموقع الدمار.

ويمثل ميناء رأس عيسى أحد الشرايين الاقتصادية والإنسانية الرئيسية في اليمن، حيث تمر عبر موانئ الحديدة نحو 70% من واردات البلاد التجارية و80% من المساعدات الإنسانية. وتخشى “رايتس ووتش” من أن يكون للقصف “تأثير كارثي” على جهود الإغاثة في بلد يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، خاصة في ظل استمرار تخفيضات المساعدات الدولية.

من جانبها، برّرت القيادة المركزية الأميركية القصف بأنه استهدف “مخازن وقود تستخدمها جماعة الحوثي كمصدر دخل غير قانوني”، غير أن صورًا التقطتها الأقمار الصناعية في اليوم التالي أظهرت آثار تسرب نفطي من موقع الضربة إلى البحر الأحمر، ما أثار تحذيرات أممية من كارثة بيئية محتملة.

وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أن الهجوم ينتهك القانون الدولي الإنساني الذي يحرّم الغارات المتعمدة أو العشوائية أو غير المتناسبة ضد المدنيين والمنشآت المدنية، ودعت واشنطن إلى إجراء تحقيق حيادي وشفاف في الانتهاك المحتمل لقوانين الحرب، وتقديم تعويضات عاجلة للضحايا المدنيين.

وتعكس هذه الاتهامات تصاعد القلق الدولي إزاء الانخراط العسكري الأميركي في اليمن، خصوصًا مع تنامي المخاوف من أن تتحول الحرب إلى مسرح مفتوح لانتهاكات لا تحظى بالمساءلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق