رئيس كوريا الجنوبية يواجه محاولة اعتقال ثانية داخل مجمع محصن وسط أزمة سياسية متصاعدة
قسم الأخبار الدولية 08/01/2025
شهدت كوريا الجنوبية تصاعدًا جديدًا في أزمتها السياسية بعد محاولة ثانية لاعتقال الرئيس المعزول داخل أحد المجمعات الرئاسية المحصنة، في تطور يعكس التوتر العميق بين السلطات القضائية وأنصار الرئيس السابق.
جاءت هذه المحاولة إثر صدور مذكرة توقيف جديدة تتضمن اتهامات متعددة تتعلق بالفساد السياسي واستغلال السلطة، وهي اتهامات ظلت محورًا للنقاشات المحتدمة في الشارع الكوري الجنوبي.
وأفادت مصادر مطلعة أن قوات الأمن واجهت مقاومة عنيفة من الحرس الخاص للرئيس المعزول، الذين أصروا على رفض تسليمه دون ضمانات قانونية صارمة. وأدى هذا الموقف إلى مواجهة مشحونة استمرت لساعات طويلة، داخل مجمع يتمتع بتحصينات أمنية معقدة، ما حال دون تنفيذ أمر الاعتقال على الفور.
من جانبها، أكدت السلطات القضائية أن مذكرة التوقيف تستند إلى أدلة دامغة تدين الرئيس السابق، مشيرة إلى أن استمراره في المراوغة والاحتماء داخل المجمع الرئاسي يعكس نيته التهرب من المساءلة القانونية. في المقابل، يواصل أنصار الرئيس تنظيم مظاهرات حاشدة في العاصمة والمدن الكبرى، متهمين السلطات القضائية بـ”تسييس العدالة” وتحويل الإجراءات القانونية إلى أداة للانتقام السياسي.
وتشير تحليلات سياسية إلى أن الأزمة الراهنة تتجاوز مجرد خلاف قانوني؛ إذ تعكس صراعًا أعمق بين النخب السياسية والقضائية في كوريا الجنوبية. ويرى مراقبون أن استمرار الأزمة دون حلول جذرية قد يؤدي إلى انقسام مجتمعي أوسع، وربما يهدد استقرار المؤسسات الديمقراطية في البلاد.
في هذا السياق، تزايدت الدعوات من بعض الأطراف السياسية المستقلة بضرورة تدخل طرف ثالث محايد للوساطة بين السلطات القضائية وأنصار الرئيس السابق، بهدف تفادي انهيار النظام السياسي والدخول في مرحلة من الفوضى الدستورية.
المشهد الكوري الجنوبي اليوم يبدو معقدًا أكثر من أي وقت مضى، حيث تتشابك الحسابات السياسية مع الأبعاد القانونية في معركة مرشحة للاستمرار، وسط مخاوف متصاعدة من أن تؤدي هذه الأزمة إلى اضطرابات أوسع تهدد مستقبل الاستقرار في البلاد.