رئيس ساحل العاج يعلن إنهاء الوجود العسكري الفرنسي على أراضي بلاده
قسم الأخبار الدولية 02/01/2025
أعلن رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، في خطاب متلفز، قرار انسحاب القوات الفرنسية من بلاده بشكل كامل، في خطوة مفاجئة تعكس تحولات جيوسياسية واستراتيجية في منطقة غرب إفريقيا. وأكد واتارا أن القرار جاء بعد مراجعة شاملة للعلاقات العسكرية مع فرنسا، مشددًا على ضرورة تعزيز السيادة الوطنية والاعتماد على القدرات المحلية في حماية الأمن القومي.
أسباب القرار وتداعياته
أوضح واتارا أن الانسحاب يأتي ضمن رؤية جديدة لإعادة هيكلة العلاقات مع فرنسا بما يخدم مصالح الشعب الإيفواري، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى لتحقيق استقلالية كاملة في القرارات الدفاعية والأمنية.
يُذكر أن الوجود العسكري الفرنسي في ساحل العاج يعود إلى عقود طويلة، حيث لعبت القوات الفرنسية دورًا رئيسيًا في دعم الاستقرار خلال النزاعات المسلحة التي شهدتها البلاد، وكان آخرها الأزمة السياسية عام 2011.
فرنسا ترد على القرار
من جانبها، أصدرت الحكومة الفرنسية بيانًا أكدت فيه احترامها لقرار الحكومة الإيفوارية، مشيرة إلى أن التعاون الأمني والدفاعي بين البلدين سيستمر عبر قنوات أخرى، مثل التدريب العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
يأتي هذا القرار في ظل تزايد التوترات بين فرنسا وبعض دول غرب إفريقيا، مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي شهدت أيضًا انسحابًا تدريجيًا للقوات الفرنسية بعد انقلابات عسكرية. ويُرجح أن يساهم الانسحاب في إعادة تشكيل خريطة النفوذ الأجنبي في غرب إفريقيا، مع تزايد الاهتمام الروسي والصيني بالمنطقة.
مستقبل التعاون الدفاعي والأمني
أشار واتارا إلى أن بلاده ستعتمد بشكل أكبر على التعاون مع الدول الأفريقية المجاورة والمنظمات الإقليمية مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأثار القرار مخاوف بعض المراقبين من حدوث فراغ أمني قد تستغله الجماعات المسلحة الناشطة في المنطقة. ومع ذلك، أكدت الحكومة الإيفوارية أنها تمتلك خطة أمنية محكمة لضمان استقرار البلاد وحماية حدودها.
المرحلة المقبلة
يمثل انسحاب القوات الفرنسية من ساحل العاج نقطة تحول تاريخية في العلاقات الثنائية بين البلدين، ويعكس توجهًا متزايدًا نحو تعزيز الاستقلال الوطني وتقليل الاعتماد على القوى الأجنبية. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مفاوضات جديدة حول طبيعة العلاقات المستقبلية بين أبيدجان وباريس.