أخبار العالمالشرق الأوسط

رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يضع خططًا لهجوم بري موسع في غزة وسط استعدادات عسكرية مكثفة وتغييرات في قيادة الجيش

تولى اللواء إيال زامير منصب رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد في توقيت بالغ الحساسية، حيث يتزامن ذلك مع تعثر المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتصاعد التوترات على عدة جبهات، بما في ذلك لبنان وسوريا والضفة الغربية. ويخطط زامير، وفقًا لموقع “والا” الإسرائيلي، لقيادة عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، تقوم على تكثيف الهجمات الجوية والبرية، في محاولة لتغيير معادلة الصراع وإعادة تشكيل الاستراتيجية العسكرية ضد حركة حماس.

تحول استراتيجي نحو عمليات برية واسعة

ذكر الموقع أن زامير، الذي يخلف هرتسي هاليفي المستقيل عقب إخفاق الجيش الإسرائيلي في التصدي لهجوم 7 أكتوبر، يعتزم تغيير مفهوم الحرب في غزة عبر تنفيذ مناورات برية مكثفة، إلى جانب استهدافات جوية مكثفة، مع التركيز على السيطرة على الأرض، وليس الاكتفاء بالقصف الجوي كما كان الحال في العمليات السابقة. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى ممارسة ضغوط غير مسبوقة على حماس، وإجبارها على تقديم تنازلات بشأن ملف المحتجزين الإسرائيليين.

وأكدت المصادر أن الجيش الإسرائيلي حصل على كميات ضخمة من الذخيرة والصواريخ والقنابل خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أن تلك الإمدادات جاءت مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وأفادت التقديرات الأمنية بأن الظروف على الجبهات الأخرى، لا سيما الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، وكذلك الوضع الأمني في الضفة الغربية، تسمح للجيش الإسرائيلي بتخصيص وحدات احتياطية إضافية للمعركة في غزة.

مخاوف من تعقيدات العمليات الميدانية

رغم التخطيط لعمليات عسكرية موسعة، فإن مصادر أمنية إسرائيلية حذرت من أن تنفيذ مناورة واسعة داخل غزة قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة، خصوصًا مع الكثافة السكانية العالية وخطر المساس بالمحتجزين الإسرائيليين في القطاع. ووفقًا للتقديرات، فإن الجيش الإسرائيلي يدرس إنشاء مناطق إيواء للمدنيين وممرات إنسانية لضمان عدم وقوع كارثة إنسانية أثناء تنفيذ الهجوم.

وقبل تسلمه منصبه رسميًا، أجرى زامير جولة تفقدية شملت جميع الجبهات العسكرية، حيث زار غزة، وجنين، والحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، في إطار تحضيراته لاستراتيجية القتال المقبلة. وشملت زيارته تقييمات عملياتية موسعة مع كبار قادة الجيش، ولقاءات مع قادة الوحدات الميدانية لمناقشة الخطط الهجومية المستقبلية.

وفي هذا السياق، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن زامير يخطط لإجراء تعديلات جوهرية في قيادة الجيش فور تسلمه المنصب، تشمل إزاحة عدد من كبار الضباط الذين ارتبطت أسماؤهم بالإخفاقات العسكرية في 7 أكتوبر، بهدف إعادة هيكلة الجيش وتعزيز استعداده لمعارك أكثر تعقيدًا.

تعثر مفاوضات التهدئة وإمكانية استئناف الحرب

يتزامن هذا التصعيد العسكري المحتمل مع تعثر المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، إذ لم توافق إسرائيل بعد على الانتقال إلى هذه المرحلة، ما يزيد من احتمالات استئناف القتال. وكانت المرحلة الأولى، التي امتدت 42 يومًا، قد انتهت رسميًا منتصف ليل السبت/الأحد، دون اتفاق على التهدئة الدائمة أو إطلاق سراح مزيد من الأسرى والمحتجزين.

وفي ظل هذا الجمود، تتبنى إسرائيل موقفًا أكثر تشددًا، حيث اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، الثلاثاء، أن تشمل أي مرحلة ثانية من الاتفاق “نزعا كاملا للسلاح في قطاع غزة، وخروج حماس والجهاد الإسلامي، وعودة جميع المحتجزين الإسرائيليين”، وهو ما ترفضه حماس التي تصر على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يشمل إنهاء العدوان الإسرائيلي وانسحاب الجيش بالكامل من غزة، تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع.

تداعيات التصعيد العسكري على مستقبل النزاع

يشير خبراء عسكريون إلى أن تنفيذ هجوم بري واسع على غزة قد يؤدي إلى توسيع رقعة الصراع، خاصة في ظل تحذيرات حزب الله اللبناني والفصائل المسلحة في سوريا من أن أي تصعيد ضد غزة قد يفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل. كما أن أي تحرك عسكري جديد داخل القطاع قد يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلاً، ويزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصًا مع الدعوات المتزايدة في مجلس الأمن لنشر قوات حفظ سلام دولية في غزة والضفة الغربية.

وفي ظل هذه المعطيات، يبقى المشهد في غزة مرشحًا لمزيد من التصعيد العسكري والتعقيد السياسي، مع استمرار إسرائيل في تعزيز نهجها الهجومي الجديد بقيادة زامير، وسعي المقاومة الفلسطينية إلى فرض شروطها في أي مفاوضات مستقبلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق