ديمقراطية المصالح الأمريكية!
واشنطن-الولايات المتحدة-29-11-2021
دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن نحو 110 دول في العالم للمشاركة في قمة افتراضية حول الديمقراطية يعتزم تنظيمها في شهر ديسمبر المقبل، مستثنيا دولا كبيرة في العالم مثل الصين وروسيا.
ووصف مراقبون هذه الدعوة بـ”المفاجئة” و”الغريبة” في توقيتها ومراميها،متسائلين عن حقيقة أسبابها الموجبة لعقدها.
وحدها أمريكا اتخذت سبيلها الخاص في الديمقراطية الذي يعتمد على المال، لذا فإن الديمقراطية التي تقوم على المصالح والنفوذ والمال هي ديمقراطية منقوصة، كما يؤكد ذلك الكثير من المفكرين والباحثين الأمريكيين الاستراتيجيين، ومع ذلك تسعى الولايات المتحدة إلى تصدير “ديمقراطيتها” إلى العالم باعتبارها نموذجاً خاصا يجب أن يُحتذى، ويطبَّق في تلك الدول المدعوة إلى القمة الافتراضية- وما أحداث الكابيتول في واشنطن ببعيدة- متناسية أنها حاولت تطبيق ديمقراطيتها التي جاءت على ظهور الدبابات وصواريخ توماهوك وحاملات الطائرات وقاذفات ب52 التي فشلت في تطبيقها في العراق وأفغانستان وليبيا. ولعلّ نموذج ما فعلته من قتل وتدمير وخراب في العراق وأفغانستان يقدم درسا عن الديمقراطية التي تريدها الولايات المتحدة..
اللافت في الأمر أنّ الرئيس بايدن دعا العديد من قادة دول غير ديمقراطيين إلى قمته واستثنى آخرين ديمقراطيين في خطوة تعبّر عن المصالح الأمريكية فقط بشكلٍ فاضح، وليس حباً بالديمقراطية.
وعند استفسار عدد كبير من السياسيين عن عدم توجيه الرئيس بايدن الدعوة إلى الصين وروسيا الاتحادية كان الجواب غامضاً ومضللاً ليس لأنهما لا تلتزمان بالمعايير الديمقراطية الأمريكية ولهما نهجهما الديمقراطي الخاص، حسب الرأي الأمريكي، بل لأنهما في المفهوم السياسي الأمريكي تعتبران دولتين “معاديتين” ليس من حقهما المشاركة في مؤتمره الديمقراطي”!
الردّ الروسي كان جريئا وسريعا عندما اعتبرت أن هذه القمة محاولة أمريكية جديدة “لتقسيم العالم بين جيد وسيئ”، واتهم المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الولايات المتحدة بالسعي إلى فرض مفهومها للديمقراطية على دول أخرى، وخصخصة هذا المصطلح.