دول الخليج تتطلع لجذب شركات صينية في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 27-06-2024
أعربت هيئات استثمارية من عدة دول خليجية مؤخرا عن ترحيبها بالشركات الصينية العاملة في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي لتأسيس أعمال في منطقة الشرق الأوسط، وذلك خلال زيارات قامت بها وفود من تلك الهيئات إلى منطقة خليج قوانغدونغ- هونغ كونغ- ماكاو الكبرى في جنوبي الصين.
وخلال الجولة التي استمرت بضعة أسابيع، قامت وفود من الهيئات المذكورة، بما في ذلك مكتب أبوظبي للاستثمار ووكالة ترويج الاستثمار في قطر ومكتب الألفي للمحاماة في المملكة العربية السعودية، بترويج سياسات الاستثمار وآفاق التنمية المحلية، معربة عن تطلعاتها إزاء تحقيق التعاون مع المزيد من الشركات الصينية.
وفي معرض حديثه عن “رؤية السعودية 2030″، قال طلال الألفي، الشريك الإداري في مكتب الألفي للمحاماة، إن الاستثمار والابتكار في مجال العلوم والتكنولوجيا بمثابة محرك رئيسي في هذه الرؤية، مؤكدا على الجهود التي تبذلها الحكومة السعودية لجذب المستثمرين الأجانب، والمتمثلة في تحسين بيئة الاستثمار، وتعزيز حماية الملكية الفكرية، وتوفير الحوافز الضريبية وغيرها، مما يضمن استثمارات مستقرة وموثوقة.
وأضاف طلال الألفي: “أنشأت الشركات الصينية مراكز للبيانات في السعودية، حيث ستتاح للشركات الصينية الأخرى الفرصة لاستخدام هذه البنى التحتية لتعزيز نموها والتمتع بالمزيد من الفرص التجارية”، مشيرا إلى أن التعاون مع الشركات الصينية سيعود بمنافع متبادلة على البلدين.
ومن جانبه، قال كينيث ألفونسوس جوجين، مدير الأعمال في مكتب أبوظبي للاستثمار في الإمارات العربية المتحدة، خلال كلمة ألقاها في منتدى عقدته شركة هواوي الصينية حول أعمال الشركات الصينية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، قال إن أبوظبي تلتزم بخلق بيئة أعمال مفتوحة ومزدهرة ومستدامة، في حين تتطلع إلى العمل مع المزيد من الشركات والمستثمرين من أنحاء العالم لتحقيق تنمية مربحة للجانبين.
وفي ظل توجه الشركات الصينية نحو السوق الخارجية حاليا، أصبح التقدم المحرز في مجال التكنولوجيا الرقمية ميزة جديدة على درب مشاركتها في المنافسة العالمية.
وعلى سبيل المثال، تم إنشاء أكبر محطة طاقة كهروضوئية منفردة في العالم في الإمارات من خلال التعاقد مع شركة صينية، ووصلت أعمال شركات التجارة الإلكترونية إلى “الميل الأخير” في الإمارات والسعودية من خلال خدمة شركة “جيه آند تي” الصينية للبريد السريع، فيما تسير حاليا على الطرق الموجودة بالشرق الأوسط سيارات مجهزة بالنظام الصوتي الذكي طورتها شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “آي فلاي تك”.
ويرى مراقبون دوليون، أن الهيئات التنظيمية والشركات في كل من دول الشرق الأوسط والصين شهدت تبادلات متزايدة في الآونة الأخيرة، فيما يسعى الجانبان إلى حفز وتيرة التعاون الاستثماري.