دول أوروبية تصدر كتيبات إرشادية لمواطنيها استعداداً لمواجهة الحرب

قسم الأخبار الدولية 14/04/2025
في ظل تصاعد التوترات العسكرية في أوروبا واحتمالات التوسع الروسي، أطلقت دول أوروبية مبادرة جديدة تهدف إلى تزويد مواطنيها بإرشادات للبقاء في حالة حدوث صراع محتمل. تأتي هذه الإرشادات ضمن جهود مكثفة لتأهيل المدنيين للاستعداد لمواجهة الأزمات العسكرية المحتملة، مع التركيز على تخزين الإمدادات الأساسية وتوفير ملاذات آمنة مثل المرائب ومحطات المترو.
إجراءات الطوارئ والتوجيهات الأمنية
بدأت الدول الأوروبية، من بينها السويد وفنلندا وألمانيا، بدأت في نشر كتيبات إرشادية محددة، تحتوي على تعليمات حول كيفية التصرف في حالات الطوارئ، مثل إغلاق النوافذ والأبواب أثناء الهجمات، وكيفية تأمين الحماية الذاتية في حالة الغارات الجوية أو الهجمات النووية. ومن بين أبرز تلك الإجراءات، حثت المفوضية الأوروبية على ضرورة أن يخزن المواطنون الطعام والإمدادات الأساسية لمدة 72 ساعة تحسبًا لأي أزمة.
دور فنلندا والسويد في التحضير للأزمات
تعد فنلندا، التي تتمتع بحدود طويلة مع روسيا، واحدة من أكثر الدول جاهزية في هذا السياق. فقد قامت بتحديث وتوسيع شبكة الملاجئ لتستوعب أكثر من 4.8 مليون شخص في حال وقوع حرب. في الوقت نفسه، قامت السويد بتوزيع كتيب إرشادي جديد بعد تحديثه لأول مرة منذ 6 سنوات، يشتمل على معلومات عن كيفية التعامل مع الهجمات النووية وأماكن اللجوء المناسبة في حالة حدوث غارات.
الشكوك بشأن استجابة المواطنين
على الرغم من الجهود الحكومية، تثار بعض التساؤلات حول مدى جدية المواطنين في اتباع هذه الإرشادات. في هذا السياق، أشار بعض الخبراء إلى ضرورة نشر ثقافة الاستعداد دون خلق حالة من الذعر. إلا أن الخطر الحقيقي يكمن في تصورات المواطنين في دول غرب أوروبا، الذين قد لا يعيرون اهتمامًا كبيرًا لهذه التحذيرات، خصوصًا في البلدان التي لا تشعر مباشرة بالتهديد الروسي.
المخاوف والتحديات المستقبلية
في النهاية، يبدو أن تغيير الثقافة الأمنية على المدى الطويل سيكون أحد أكبر التحديات أمام الحكومات الأوروبية، خاصة في البلدان التي لم تعاني من تهديدات أمنية مباشرة. ولكن مع تزايد المخاوف من التوسع العسكري الروسي، يبدو أن الحاجة إلى استعداد أوروبي مشترك باتت أكثر إلحاحًا.