دول أوروبية تتمهل في الرد على انتهاكات إسرائيل رغم اعترافها بخرق بنود الشراكة

قسم الأخبار الدولية 24/06/2025
أقرّ الاتحاد الأوروبي رسميًا بانتهاك إسرائيل التزاماتها الحقوقية ضمن اتفاق الشراكة بين الطرفين، على خلفية الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عشرين شهرًا، والتي أوقعت أكثر من 56 ألف قتيل فلسطيني، حسب تقديرات أوروبية. ورغم خطورة هذا التقييم، اختار الاتحاد التريّث في اتخاذ تدابير عقابية، مؤجلاً أي خطوات عملية ضد تل أبيب إلى موعد غير محدد.
جاء هذا الموقف بعد مناقشات داخل المجلس الأوروبي لنتائج تقرير أعدته أجهزة الاتحاد، يؤكد أن إسرائيل لم تلتزم بالبند الثاني من الاتفاق الموقع عام 2000، والذي يشترط احترام حقوق الإنسان كشرط جوهري في العلاقات السياسية والاقتصادية. وصرّحت مسؤولة السياسة الخارجية كايا كالّاس أن الاتحاد سيخاطب تل أبيب رسميًا بملاحظاته، محذرًا من اتخاذ تدابير لاحقة في حال لم يتحسن الوضع الميداني.
غير أن الانقسام داخل الاتحاد يعيق التوصل إلى موقف موحد. فقد دعت كل من إسبانيا وآيرلندا إلى تعليق الاتفاق فوريًا وفرض عقوبات تشمل حظر تصدير السلاح، بينما اكتفت دول مثل هولندا والسويد والبلجيك بمطالب إنسانية تتعلق بإدخال المساعدات إلى غزة. وبرزت معارضة شديدة من ألمانيا وإيطاليا، حيث اعتبرت برلين أن إسرائيل “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” ويجب الحفاظ على الشراكة معها مهما حصل.
في المقابل، أبدت السويد موقفًا أكثر تشددًا من السابق، وانضمت إلى مطالب إسبانيا وآيرلندا، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية الأوروبية لا تصل إلى مستحقيها بسبب سياسات إسرائيل. أما مدريد، فقد انتقدت ما وصفته بـ”غياب الشجاعة” لدى المجلس الأوروبي للدفاع عن أبسط القيم الإنسانية، مؤكدة أن الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
يُذكر أن اتفاق الشراكة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي يعد من أبرز الأطر الاقتصادية في المنطقة، إذ بلغت المبادلات بين الطرفين 42.6 مليار يورو في 2024. وتمثل أوروبا الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، حيث تستورد الأخيرة نحو 32% من احتياجاتها من الاتحاد، وتصدر إليه أكثر من ربع منتجاتها.
ورغم الضغوط الشعبية والمجتمعية المتزايدة في أوروبا لوقف التعاون مع إسرائيل بسبب ممارساتها في غزة والضفة، تظل الحسابات السياسية والتجارية تعرقل اتخاذ مواقف حازمة من جانب بروكسل، ما يكرّس حالة “التريث الاستراتيجي” في ملف تتعاظم تداعياته الإنسانية والسياسية.