دور مشبوه لمراسل الجزيرة السابق مديرِ جهاز الإستخبارات الحالي بالصومال
ءمقديشو-الصومال-30-4-2020
كشفت رسالة وجهتها المعارضة الصومالية إلى الرئيس محمد عبد الله فرماجو، عن قلق الشعب الصومالي إزاء الدور الذي يقوم به رجل قطر ،مراسل قناة الجزيرة السابق فهد ياسين، والمدير الحالي لوكالة الإستخبارات والأمن القومي بالصومال.
وأعرب منتدى الأحزاب الوطنية المعارض في رسالة بعثها في 19 أبريل 2020، إلى الرئيس الصومالي فرماجو، ورئيس مجلس الشعب الصومالي محمد مرسل شيخ عبد الرحمن، ورئيس مجلس الشيوخ عبدي حاشي عبد الله، ورئيس الوزراء حسن علي خيري، عن قلقه من المعلومات الكثيرة في هذه الأيام التي تتحدث عن علاقات وتعاون بين وكالة الإستخبارات والأمن القومي وبين حركة الشباب
الإرهابية، الأمر الذي أثار الشكوك لدى الشعب الصومالي.
واعتبر منتدى الأحزاب الوطنية المعارض أنه لا يمكن الإستخفاف بتلك المعلومات نظرا إلى الخطورة التي تشكلها على الأمن القومي، ونظرا إلى الأحداث الكبيرة التي شهدتها البلاد بما فيها اغتيال عمدة مقديشو ومحافظ إقليم بنادر السابق المهندس عبد الرحمن عمر عثمان ومسئولين آخرين، وإلى سلوك قيادة الوكالة.
ودعا المنتدى إلى منع استخدام المواقع الرسمية لوكالة الإستخبارات في أغراض خاصة لتضليل الشعب الصومالي وتضخيم عناصر من حركة الشباب لتحقيق مصالح خاصة، كما دعا إلى إبعاد السياسيين الذين لهم أهداف خاصة من قيادة الوكالة وإسناد قيادتها إلى الخبراء في مجالي الأمن والإستخبارات.
وأعرب المنتدى عن أسفه من إقصاء الخبراء الأمنيين والاستخباراتيين من الوكالة وتسليم قيادتها إلى شخصيات لها أهداف سياسية الأمر الذي أدى إلى انحراف الوكالة عن عملها، مشيرا إلى أن رد الحكومة الصومالية على الإتهامات التي وجهتها كينيا إلى وكالة الإستخبارات الصومالية بشان تعاونها مع حركة الشباب لم يكن كافيا ومقنعا للشعب الصومالي وداعميه من المجتمع الدولي.
وكان كثير من الجنود والضباط العاملين في الوكالة تم تسريحهم عن العمل أو ضمهم إلى الشرطة الصومالية،حيث تم تجريد المدير السابق لمخابرات محافظة بنادر إبراهيم معلم عبد الله من عضويته في الوكالة ومن رتبته بعد إقالته من منصبه في فبراير الماضي، وتعرض قبله لنفس الإجراء نائب رئيس الوكالة السابق عبد الله عبد الله.
ويعتبر المراقبون أن فهد ياسين من الشخصيات الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية في الوقت الحالي، وحيث بات يعرف بمنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.
وذكرت تقارير صحافية صومالية، أن فهد ياسين تحوّل إلى حافظ ملفات الحكومة الصومالية وأسرارها من خلال عمله داخل القصر الرئاسي، حيث كان يسافر ويجتمع مع مسؤولين قطريين بلا أي إعلان من الحكومة.
وأشارت إلى أنه حصل على أموال قطرية طائلة، وحوّلها إلى قنصل الصومال في نيروبي سياد شري، ليحوّل هذا الأخير المبالغ إلى الرئيس وعدد من النواب في البرلمان كرشى بهدف الإطاحة برئيس الوزراء.
وقد أشار السيناتور محمد أمين شيخ عثمان،في منشور عبر حسابه في فيسبوك إلى استهداف بعض الصوماليين العاملين في وكالة الإستخبارات والأمن القومي منذ تولي فهد ياسين رئاستها.
وذكر عضو مجلس الشيوخ الصومالي أن هناك أهدافا خاصة فيما يتعلق بتسريح العاملين في الوكالة بطريقة غير قانونية وتدوين عملاء جدد من بعض الصوماليين وإقصاء آخرين الأمر الذي ينذر بعقبات كبيرة في المستقبل.
كذلك ذكرت تقارير صحفية أن ياسين أصبح همزة الوصل بين قطر والجماعات المسلحة الإرهابية في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب الإرهابية، بل بات هو عين النظام القطري على الجماعات والقوى والعشائر في الصومال.
يذكر أن قطر تستضيف الرجل الثاني في حركة الشباب ، محمد سعيد أتم، الذي أدرجته دول الرباعي العربي (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) في نوفمبر 2017 على قوائم الإرهاب.
وكشفت صحيفة “سونا تايمز” الصومالية، عن الأدوار التي يلعبها فهد ياسين وقالت إن “المسؤول الصومالي المرتبط بالتنظيمات الإرهابية عقد اجتماعاً سرياً في أغسطس 2019 في في تركيا، شارك فيه ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون عن حزب الله اللبناني.
وأفادت بأن الإجتماع كان بهدف تشكيل جماعة في الصومال تتبع فرع جماعة الإخوان الإرهابية، وتمضي على درب حزب الله وحركة حماس الفلسطينية.
وأوضحت أن أجهزة استخبارات غربية كشفت عن هذا الإجتماع وأبلغت دبلوماسيين غربيين بتفاصيله حيث جرى أيضاً تكليف فهد ياسين بالعمل على زعزعة الإستقرار السياسي للحكومات المحلية في بعض أقاليم الصومال والتي تتخذ موقفاً مناوئاً للنظام القطري ولسياساته في منطقة الشرق الأوسط.