دور النفط في تعزيز صمود النيجر أمام الحصار الاقتصادي والتحديات الأمنية

قسم الأخبار الدولية 28/02/2025
في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها النيجر، تمكنت الدولة من تحقيق تقدم ملحوظ في قطاع النفط، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز صمودها أمام الحصار الذي فرضته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عقب الانقلاب العسكري في يوليو 2023.
قفزة في إنتاج النفط وتصديره
حققت النيجر في العام الماضي قفزة كبيرة في إنتاج النفط، حيث بلغ إجمالي صادراتها عبر ميناء بنين أكثر من 14 مليون طن. وكانت الدولة تستحوذ على 3.5 ملايين طن من هذه الكميات المصدرة، مع استمرارها في التصدير إلى الدول المجاورة، مما ساهم في تقليل آثار الحصار الاقتصادي.
ارتفاع العائدات النفطية ودورها في الاقتصاد
وأشار وزير النفط والطاقة النيجري، الدكتور صحابي عمر، إلى أن عائدات النفط سجلت نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت من 64 مليار فرنك أفريقي في عام 2020 إلى 204 مليارات فرنك أفريقي (ما يعادل 325 مليون دولار) في نهاية عام 2024. هذا الارتفاع يعد بمثابة طوق نجاة للاقتصاد النيجري، حيث شكل قطاع النفط الأداة الأساسية في مواجهة الآثار الاقتصادية السلبية التي خلفها الحصار والمضايقات المالية.
إنتاج حقل “أغادم” وتوسعاته
تعود القفزة في إنتاج النفط إلى بدء التصدير من حقل “أغادم” في الربع الأول من العام الماضي، الذي بلغ قدرته الإنتاجية 110 آلاف برميل يوميًا. وقد ارتبط هذا الحقل بميناء بنين عبر خط أنابيب طويل يبلغ طوله 1980 كيلومترًا، تحت إشراف الشركة الصينية للبترول، التي استثمرت بكثافة في تطوير هذا القطاع.
التحديات الأمنية والتهديدات
بالرغم من الإنجازات التي حققتها النيجر في قطاع النفط، يواجه هذا القطاع العديد من التحديات الأمنية، بما في ذلك عمليات التخريب التي نفذها مسلحون ضد خط الأنابيب. كان آخر تلك العمليات في فبراير/شباط 2025 حيث تم اختطاف صينيين يعملون في المشروع. ورغم هذه التهديدات، تراهن الصين على استمرار العمل في هذا المشروع الاستراتيجي الذي استثمرت فيه أكثر من 4 مليارات دولار، بما في ذلك استخدام طائرات المراقبة لضمان تدفق النفط بشكل مستمر.
الاحتياطات الأخرى في المعادن والطاقة
إلى جانب النفط، تمتلك النيجر ثروات معدنية كبيرة، منها اليورانيوم الذي يمثل 5% من السوق العالمي، وتحتل النيجر المرتبة السادسة من حيث أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم. علاوة على ذلك، بلغت صادرات النيجر من الذهب في عام 2021 حوالي 2.7 مليار دولار، في خطوة تهدف لزيادة قدرات الإنتاج بالتعاون مع شركات دولية مثل الشراكة الروسية لتعدين الذهب.
وتواصل النيجر تعزيز قدراتها في مجال النفط، حيث تعمل على استكشاف مشاريع جديدة في حقول أغادم وبلما بالتعاون مع شركاء دوليين. كما تسعى إلى زيادة صادراتها من المحروقات لتغطية احتياجات الدول المجاورة، مثل تشاد ومالي وبوركينا فاسو، في إطار اتفاقات تعاون إقليمي تهدف إلى تخفيف معاناة تلك الدول من نقص المحروقات.
على الرغم من التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه النيجر، يبقى النفط عنصرًا حاسمًا في تعزيز صمود البلاد أمام الحصار الاقتصادي. إن الاستثمار المستمر في هذا القطاع والاعتماد على الموارد الطبيعية الأخرى مثل الذهب واليورانيوم يؤكدان قدرة النيجر على مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها.