أخبار العالمالشرق الأوسط

دمشق وموسكو تناقشان إعادة صياغة العلاقات عبر مسارات جديدة تحترم إرادة الشعب السوري

أكدت القيادة السورية، خلال محادثاتها مع الوفد الروسي برئاسة ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن إعادة بناء العلاقات الثنائية يجب أن تقوم على معالجة أخطاء الماضي وضمان احترام سيادة الدولة وإرادة الشعب السوري. اللقاء، الذي عُقد في دمشق، تناول قضايا محورية تضمنت إعادة تقييم التعاون الروسي-السوري في ظل التغيرات السياسية الراهنة.

كما أوضحت القيادة السورية أن الجانب الروسي أبدى دعمه للتطورات الإيجابية داخل سوريا، مشيراً إلى أهمية تعزيز الثقة بين الشعبين من خلال خطوات ملموسة تشمل تقديم التعويضات، ودعم مشاريع إعادة الإعمار، ومعالجة آثار الحرب. كما جرى التطرق إلى آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى تعزيز المساءلة ومداواة الجراح الناجمة عن النزاع الممتد، بما يضمن تحقيق العدالة للضحايا وتعزيز استقرار المجتمع السوري.

ووصف بوغدانوف المحادثات بأنها اتسمت بطابع بناء واستراتيجي، مؤكداً التزام موسكو بالمحافظة على وحدة واستقلال الأراضي السورية. وأشار إلى استعداد روسيا لتقديم المساعدة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تثقل كاهل البلاد، فضلاً عن فتح أبواب الحوار لاستقبال وفود سورية لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية.

اللقاء عكس سعي الجانبين لإعادة صياغة علاقاتهما بما يتماشى مع متغيرات الواقع السوري، حيث ترى دمشق في هذا التقارب فرصة لتعزيز استقلال قرارها الداخلي، في حين تسعى موسكو للحفاظ على موقعها كلاعب رئيسي في المعادلة الإقليمية.

هذه التحركات تضع العلاقات السورية-الروسية أمام اختبار جديد، يهدف إلى تحويل الشراكة من إطار عسكري وأمني إلى شراكة أكثر شمولاً، قادرة على دعم مسارات التعافي وإعادة بناء ما دمرته سنوات الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق