أخبار العالمالشرق الأوسط

داعش يختبر مرحلة ما بعد الأسد بهجوم في السويداء وسط تصعيد أمني وعودة نشاط الخلايا النائمة

قسم الأخبار الدولية 30/05/2025

أطلق تنظيم «داعش» أولى إشارات عودته إلى الساحة السورية بتنفيذه هجومًا في محافظة السويداء، استهدف مركبة تابعة للقوات الحكومية الجديدة التي تشكلت عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم في بيان نقلته منصة «سايت» المتخصصة برصد نشاط الجماعات المتشددة، مؤكدًا زرع عبوة ناسفة في «آلية للنظام السوري المرتد»، وهو تعبير يعكس رفض «داعش» للاعتراف بشرعية الحكومة الحالية رغم انبثاقها من جماعات شاركت في الإطاحة بالأسد.

ويمثل الهجوم، الذي أدى إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين، أول عملية يتبناها التنظيم ضد قوات الأمن السورية الجديدة، ويبدو أنه يأتي ضمن استراتيجية لإعادة تنظيم الصفوف واستغلال حالة الفراغ والهشاشة التي تعيشها البلاد في مرحلتها الانتقالية.

وأفاد موقع «السويداء 24» المحلي بانفجار عبوة ناسفة سلكية أخرى، استهدفت سيارة إسعاف على طريق عريقة – نجران في ريف السويداء، ما أدى إلى أضرار مادية واعتُبر «عملاً إرهابياً»، غير أن الانفجار لم يُربط رسميًا بالتنظيم، في ظل تضارب مواعيد العمليتين.

ورافق التصعيد الميداني تصعيدٌ إعلامي أيضاً، إذ هاجم تنظيم «داعش» الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في افتتاحية صحيفته «النبأ»، داعيًا أتباعه من المتشددين الأجانب للانضمام إلى خلاياه المنتشرة «في الأرياف والأطراف».

في المقابل، كثّفت الحكومة السورية حملتها الأمنية في مواجهة بقايا التنظيم، إذ أعلنت وزارة الداخلية الشهر الجاري تفكيك خلية إرهابية في أحياء حلب الشرقية، كانت تخطط لاستهداف عناصر أمنيين. كما اعتقلت قوات الأمن الداخلي في ريف دمشق عناصر من «داعش» بحوزتهم أسلحة خفيفة وثقيلة، بينها قواعد صواريخ وعبوات وسترات انتحارية، في بلدات الكسوة وديرخبية والمقيليبة وزاكية.

ويأتي تصاعد نشاط التنظيم في وقت يحاول فيه التمدد مجددًا في مناطق مختلفة، مستهدفًا أيضًا قوات «قسد» في الشمال الشرقي. ورغم خسارته معقله الأخير في الباغوز عام 2019 على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيًا، فإن «داعش» احتفظ بخلايا نشطة في البادية السورية ومناطق متفرقة.

وتؤكد هذه التطورات أن التنظيم يسعى للاستفادة من هشاشة الوضع السياسي والأمني في سوريا لإعادة تموضعه، خاصة في ظل استمرار انتشار خلاياه النائمة في المدن والمناطق الريفية، وغياب حل سياسي مستقر يضع حداً للفوضى التي ما زالت تهيمن على المشهد السوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق