أخبار العالمإفريقيا

«داعش» يحاصر 500 مزارع في نيجيريا وسط تصاعد الهجمات الإرهابية

في تصعيد جديد للهجمات الإرهابية في نيجيريا، حاصر تنظيم «داعش» الإرهابي أكثر من 500 مزارع في مناطق نائية بشمال شرق البلاد، ما أثار مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين العالقين في مناطق النزاع. وأفادت مصادر محلية بأن المسلحين استهدفوا القرى الزراعية المحيطة بولاية بورنو، ما أدى إلى عزل المزارعين وقطع طرق الإمداد الحيوية.

تصاعد الهجمات واستراتيجية الحصار

يمثل هذا الحصار تصعيداً في الاستراتيجية التي يتبعها تنظيم «داعش» في المنطقة، والتي تتضمن استهداف المجتمعات الزراعية لشلّ الأنشطة الاقتصادية وإجبار السكان على النزوح. تشير تقارير ميدانية إلى أن المزارعين المحاصرين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه، وسط مخاوف من تنفيذ عمليات قتل جماعي بحقهم كما حدث في حوادث سابقة.

جهود الجيش النيجيري لفك الحصار

من جهته، أعلن الجيش النيجيري إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على المناطق المحاصرة وإنقاذ المدنيين. وقال المتحدث باسم الجيش إن قواته تخوض اشتباكات مكثفة مع العناصر الإرهابية في محاولة لتأمين الممرات الإنسانية. كما دعا إلى تعزيز التعاون مع القوى الإقليمية والدولية لمواجهة التهديد المتزايد للتنظيم.

أثارت هذه الحادثة إدانات واسعة من المنظمات الحقوقية والدولية، التي حثت الحكومة النيجيرية على تكثيف جهودها لضمان حماية المدنيين وتأمين المناطق الريفية التي أصبحت هدفاً مستمراً للهجمات الإرهابية. وعلى المستوى المحلي، تتصاعد الانتقادات بشأن ضعف التدابير الأمنية في المناطق النائية، ما يجعل السكان عرضة للهجمات المتكررة.

معاناة مستمرة في المناطق الريفية

يشكل الحصار الأخير جزءاً من سلسلة هجمات عنيفة استهدفت مناطق زراعية خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في نيجيريا، حيث يعتمد ملايين السكان على الزراعة كمصدر أساسي للعيش. وتظل المخاوف قائمة من أن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، ويعمق أزمة الغذاء في البلاد.

وتسلط هذه التطورات الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه نيجيريا في محاربة الإرهاب، مع انتشار نشاط الجماعات المسلحة واستمرار الهجمات على المدنيين والبنية التحتية. وعلى الرغم من الجهود العسكرية المستمرة، يبدو أن التنظيمات الإرهابية تسعى لتعزيز نفوذها في المناطق النائية، مما يستدعي استجابة شاملة تعالج الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق