بعد مقتل البغدادي:داعش تترنّح بين الإستمرارية والإندثار
توقّع خبراء في الجماعات الجهادية أن يثأر تنظيم داعش الإرهابي لمقتل زعيمه أبو بكر البغدادي على أيدي قوات أمريكية شمال سوريا ،حيث حذّر هؤلاء من رد على ما حدث.
وكان البنتاغون قد أكد أن القوات الأمريكية ستتخذ إجراءات أمنية استثنائية داخل سوريا استعدادا لاحتمال قيام عناصر إرهابية بالرد على كشف وبرغم تعيين إبراهيم الهاشمي القرشي خلفا للبغدادي،انشغل الباحثون بالإجابة على تساؤل حول مستقبل التنظيم، خاصة بعد انقسامه إلى تيارين رئيسيين.
إذ يرى التيار الأول أن مقتل البغدادي لن يؤثر كثيرا على التنظيم، أو يؤدي إلى اختفائه، ويضربون مثالًا على ذلك بعدم اندثار تنظيم “القاعدة” بعد مقتل زعيمه السابق “أسامة بن لادن” في عام 2011، حيث لا يزال لدى “داعش” الكثير من الفروع التي لا تزال نشطة وقد تكون قدرة على تنفيذ هجمات إرهابية. وفي ظل توقّع بعض الدول الغربية أن يثأر أتباع التنظيم لمقتل زعيمهم، بدأت في اتخاذ الإجراءات الأمنية الإحترازية، لا سيما مع تحذير وزير الداخلية الفرنسي “كريستوف كاستانير” من هجمات انتقامية محتملة.
ويرى آخرون ، أن مقتل البغدادي سيكون له تأثير على التنظيم خاصة في وقت يعاني من مرحلة من الضعف والتشبب بعد فقدانه الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، وأنه في ظل الأزمات الداخلية والهيكلية التي تواجه التنظيم، بدأ يتفتت، مع توقعات بأن قيادات التنظيم التي انحدرت من تنظيم “القاعدة”، ستعود إليه مجددا ، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى توقع استعادة “القاعدة” نفوذها وقيادة التنظيمات الإرهابية.
يشار هنا إلى أن خليفة البغدادي الجديد يعتبر من الخط الثالث، وهو عراقي الأصل، لكن ترشيحه تم بسبب أن أغلب قيادات داعش المقربة من البغدادي قتلت في الغارة الجوية الأخيرة. وكان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العسكرية العراقية قد أكد أن “تنظيم داعش استخدم كنية جديدة غير معروفة لزعيمه، حتى لا يتم كشف هويته كما حصل مع البغدادي، ولا يكون مراقبا ومتابعا”.
وقال : “حاليا، لدينا معلومات أولية عن زعيم تنظيم داعش الجديد، لكن في الأيام المقبلة قد تتوفر لدينا معلومات كافية وكثيرة عن هذا الإرهابي”.