خلطة سياسية اقتصادية انتهازية تجمع ما بين أردوغان والإخوان
طرابلس-ليبيا-29-1-2020 زهور المشرقي
قال منير أديب، الخبير في شؤون التنظيمات الإسلامية والارهاب الدولي، في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الأربعاء 29يناير 2020 ،إن تركيا تسعى إلى مزيد دعم الجماعات الإرهابية في المنطقة وتصر على مواصلة تحقيق أهدافها وخطواتها المرسومة ، ولم تستحِ من ذلك برغم كل الإدانات الدولية والتحذير ومخرجات مؤتمر برلين أول الشهر الجاري من قبل بعض الدول التي أكدت على أهمية وقف إرسال المرتزقة إلى ليبيا للمشاركة في الحرب في صفوف قوات حكومة الوفاق غير الشرعية، لافتا إلى أن الرئيس التركي “المتغطرس” يدعم هذه الجماعات المتطرفة علنا باعتباره الحليف الأول لجماعة الإسلام السياسي في ليبيا بعد دويلة قطر. .
وأكد محدثنا، أن أنقرة كانت قد أعلنت عبر مؤسساتها التشريعية (البرلمان التركي) أنها ستذهب الى الداخل الليبي دون أي مواربة كما كانت تفعل سابقا حيث أرسلت شحنات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة عبر عشرات السفن التي وصلت ليبيا بعضها سقط في أيدي الجيش العربي الليبي والبعض الأخر وقع تمريره إلى المتطرفين.
وتابع الخبير في الجماعات الإرهابية يقول:إن دعم أنقرة للجماعات الإرهابية مستمر في السر والعلن ولم يتوقف برغم سقوط مشروعها المسموم في سوريا ومصر وغيرهما بتنحية “الإخوان المسلمين” وإزاحتهم من الحكم.
وأضاف أن هناك مشروعا يجمع أردوغان بالسراج في ليبيا، فإلى جانب المصالح الإقتصادية لتركيا التي تعاني أزمة خانقة منذ سنوات ومنذ فرض العقوبات الأمريكية عليها ،هناك المصالح السياسية لأردوغان المرتكزة على الإيديولوجية “الإخوانية”.
وأوضح منير أديب، أن أردوغان يحلم بالعودة إلى الدولة العثمانية عبر جعمه جماعة الإسلام السياسي في ليبيا ،في انتظار وقفة حازمة من قبل المجتمع الدولي لفرض عقوبات حقيقية على من يقوم بإرسال الأسلحة إلى الداخل الليبي .
ووصف أديب الوضع في ليبيا بـ”السيء” خاصة مع استمرار دعم الجماعات المتطرفة ماديا ولوجستيا، معلنا أن كل المعلومات تؤكد وصول أسلحة إلى ليبيا .
يشار إلى أن تركيا قد استقبلت المئات من قيادات وكوادر الإخوان، من مصر وليبيا والسودان وتونس وسوريا، وغيرها منذ قبل ما يعرف بـ “الربيع العربي” وما بعده، وقدمت الدعم المعنوي والمادي لهؤلاء الهاربين من بلدانهم.
ولم تضن قيادتها السياسية عن منح الكثير منهم الجنسية كنوع من الحماية القانونية بعد تضخم لوائح المطلوبين منهم على ذمة قضايا إرهاب،ما يكشف نوعية القيادات التي تقيم في تركيا.
وما يجمع بين أردوغان والإخوان، يتداخل فيه السياسي مع الإقتصادي مع الإنتهازي، هي خلطة واسعة من المصالح المطاطة، وجد فيها كل طرف الكثير مما يبحث عنه في الآخر.
تركيا في عهد أردوغان أضحت لديها طموحات كبرى للقيام بدور إقليمي مؤثر وفاعل، حيث تسعى إلى المسك بزمام بعض الأوراق المحورية في المنطقة ، ووجدت في هذه الجماعة الرافعةَ التي تمكنها من دخول دول عصت على اختراقها سنوات طويلة.
وفي نفس السياق، يقول محمد ربيع، الخبير في الجماعات الإسلامية في حديث (ستراتيجيا نيوز) إن أنقرة أّصبحت المقر الرئيسي للتنظيم الدولي لـ”الإخوان المسلمين”، بعد تململ بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية التي ظلت لفترة مقرا لكثير من أعضائه، ومستوعبة حكوماتها لتنقلاتهم، في ظل انتقادات متنامية للإخوان، كمنبع لجميع الحركات المتشددة.
ولم تتردد بعض مراكز المعلومات والأبحاث الرسمية والمستقلة في إثبات هذا المحدد بالأدلة.
ونجح الرئيس التركي بفعل التطورات الخطيرة والمتسارعة في المنطقة، وآخرها في ليبيا، في امتطاء حصان التنظيم الإخواني، حيث أصبح المسيطر الأول عليه والمتحكم في تصوراته وفقا لحساباته وليس وفقا لتقديرات الجماعة التي تقزمت كثيرا أمام جموحه، حيث يريد أن يحقق أهدافه من خلال مقدمات لها حضور متفاوت على الأرض، عنوانها جماعة الإخوان، وشعارها “الضرورات تبيح المحظورات”، وفق الخبير ربيع.