خطاب تاريخي للرئيس الصيني في قمّة استثنائية صينية افريقية
خطاب تاريخي لزعيم عالمي انساني
إعداد الدكتورة بدرة قعلول رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 05-09-2024
تعيش الصين اليوم مع القارة الإفريقية على وقع حدث تاريخي وخطاب تاريخي للرئيس “شي” في ظرفية تاريخية متغيرة وصحوة افريقية وإرداة التحرر من مخلفات الاستعمار.
كلمة الرئيس الصيني كانت موضوعية جدا وإنسانية في تعامل مع دول قد نهبتها الدول الغربية والامبريالية العالمية.
فبداية كلمة الرئيس “الإنسان” قد بدأت بالتأكيد على المفهوم الصحيح للعلاقات صينية افريقية اساسها الثقة وارادة مشتركة
الرئيس “شي” بدأ كلمته بالترحاب الكبير والعميق بالقادة والزعماء الافارقة نيابة عن حكومته وشعبه.
فالرئيس الصيني بدأ بمثل صيني جميل جدا “الزهور في الربيع تتحوّل الى ثمار في الخريف والحصاد الواقع هو بمثابة مكافأة للعمل الجاد” وفعلا فقد حان الوقت لجني ثمار جهود كبيرة من اجل الحصاد المثمر، وهذا ما لمسناه في زياراتنا المتعدد الى الصين وفي تطوّر العلاقات الصينية الإفريقية المبنية على الإخترام والثقة المتبادلة وهذا هو أساس العلاقات الدائمة والقوية والتي يمكن أن تجني منها الثمار.
وهذا يرسم سنوات من العمل الجاد واللقاءات المفيدة والهامة من أجل علاقات صينية افريقية بنّاءة ومفيدة تعمل بمبدأ “الربح-رابح” وعلاقات تحترم بعضها البعض في كل المجالات وعلى جميع المستويات.
فقد قالها الرئيس الصيني صراحة ” تتجاوز العلاقات الصينية الافريقية المكان والزمان والمسافات الجغرافية وتتوارثها الأجيال…”
هذا يدل على الثقة المتبادلة التي تدوم والمبنية على الصدق والمصلحة المشتركة، كما تدل على بناء سليم له أسس ثابتة اساسها الاحترام المتبادل والثقة والمبنية كما قال الزعيم “شي” في كلمته التاريخية “مفهوم الشفافية والعملية الحميمية والصدق”.
كما أكّد الرئيس الصيني في كلمته على العمل المشترك “يد بيد” من أجل الدفاع عن الحقوق المشروعة سواء للشعب الصيني أو شعوب القارة الافريقية مواكبة للتغيرات الكبرى العالمية التي تعتبر صحوة الشعوب التي انهكتها يد الإمبريالية العالمية فالعالم اليوم يتغير بصحوة كبرى وبتحرر من قيود الاستعمار الذي يكيل بمكيالين بل ويعمل على تكريس اللاّعدالة والإستعمار بكل أشكاله المقيتة.
كما ان العلاقات الصينية الإفريقية التي أصبحت متطوّرة جدا يجب أن تتطوّر وتصبح علاقات إستراتجية، فبعد 7 عقود من العمل الجاد والصحوة الكبرى من العلاقات الثنائية أكّد الرئيس “تشي” على أهمية تطوّرها وامكانية تطوّر هذه العلاقات البناءة لتصبح علاقات استراتجية وهي ممكنة لأن البناء صلب وقائم على أسس ثابتة في الزمان والجغرافيا وخاصة في تلاقح الحضارات التي طرحها الرئيس الصيني لأن الأمم والشعوب تطوّرها يكمن في تلاقح الحضارات فالإنسانية جمعاء مبنية على مبدأ تلاقح الحضارات.
الرئيس “شي” أثبت انحيازه الكامل للشعوب المستضعفة والمهمّشة فهو يؤكّد على حق العالم والشعوب في التحديث وتصحيح الظلم في عملية التحديث… فمن أقوى ما قال “تصحيح الظلم في عملية التحديث وهذا ما يثبت مبدأ الإنسانية ومبدأ العدالة التي طالما طالب بها بل هي مبدأ من مبادئه راسخ في تاريخ الصين القديمة والحديثة.
كما أثار الرئيس تشي نقاط هامة جدا لمستقبل العالم ولمستقبل الشعبين الصيني والإفريقي ولدول جنوب العالم، وأحقية شعوبإفريقيا والعالم في التحديث، فهي ليست حكرا على دول.
وقد أثار موضوع التحديث في ستة نقاط وهي كالتالي:
1 العمل من أجل دفع عملية التحديث والعدالة والانصاف
2 التحديث الذي يتمّ بالانفتاح والنفع للجميع
3- التحديث الذي يضع الشعب فوق كل الاعتبارات
4- التحديث يتم عبر التنوّع والشمول
5- التحديث المبني على الصداقة مع البيئة
6 التحديث المبني على الأمن والسلام العالمي
وقد طرح موضوع جد مهم في كيفية تفعيل التحديث ضمن أعمال الشراكة العشرة لتنفيذها بين الصين وافريقيا لدفع التحديث
الجزء الأول: للتأكيد على عمل الشراكة للإستفادة المتبادلة بين الحضارات
ويتكوّن هذا الجزء من النقاط الهامة التالية:
1 بناء منصة افريقية صينية لتبادل الخبرات حول الحوكمة
2 انشاء شبكة معارف التنمية للصين و 25 مركزا صينيا افريقيا للدراسات
3 دعوة 1000 شخصية حزبية في افريقيا لزيارة الصين
الجزء الثاني: من أجل عمل الشراكة للإزدهار التجاري
ويتكوّن هذا الجزء من النقاط التالية:
1 توسيع انفتاح السوق بشكل أحادي
2 منح جميع الدول الأقل نمو والتي لها علاقات ديبلوماسية بمعاملة صفر تعريفة جمروكية على 100بالمائة من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة
3 توسيع نفاذ المنتجات الزراعية
4 تعميق التعاون في مجال التجارة الالكترونية
5 تنفيذ البرنامج الصيني الافريقي لترقية الجودة
الجزء الثالث: عمل الشراكة في السلاسل الصناعية
ويتكوّن هذا الجزء من النقاط التالية:
1 تكوين دائرة النمو للتعاون الصناعي
2 بناء المنطقة الرائدة للتعاون الاقتصادي والتجاري المعمّق بين الصين وإفريقيا
3 تفعيل برنامج تمكين الشركات المتوسطة والصغيرة الافريقية
4 انشاء المركز الصيني الافريقي للتعاون في التكنولوجيا الرقمية
5 بناء 20 مشروعا رقميا نموذجيا.
الجزء الرابع: عمل الشراكة للتواصل والترابط
ويتكوّن هذا الجزء من النقاط التالية:
1 العمل على انشاء 30 مشروع لترابط البنية التحتية في افريقيا
2 تعزيز التعاون في البناء “الحزام والطريق”
3 بناء شبكة الترابط والتواصل الصينية الافريقية
4 الصين على استعداد لبناء منطقة التجارة الحرّة للقارة الافريقية
5 التعاون اللوجستي والمالي
الجزء الخامس: الشراكة للتعاون الانمائي
ويتكوّن هذا الجزء من النقاط التالية:
- تنفيذ 100 مشروع صغير وجميل
- ضخ رأس مال في صندوق الشراكة
- دعم الالعاب الألمبية لسنة 2026 وكأس افريقية لسنة 2027
الجزء السادس: عمل الشراكة في مجال الصحّة
الجزء السابع: عمل الشراكة للنهوض بالزراعة وخدمة الشعب
الجزء الثامن: عمل الشراكة للتواصل الشعبي والثقافي
الجزء التاسع: عمل الشراكة للتنمية الخضراء
الجزء العاشر: عمل الشراكة لتحقيق الأمن
الخلاصة:
كل هذه الاجزاء تجدونها في كلمة السيد الرئيس “شي” وهي عبارة على عمل قد تم انجازه في نسب كبيرة منه ورؤية استراتجية سيتمّ تفعيلها والعمل عليها في المستقبل.
خطاب شامل ومتكامل جاء على كل المجالات والمستوايات بعمل واعد وبمبادئ ثابتة ورؤية ثاقبة لمستقبل العلاقات الثنائية والمتعددة بين الصين ودول القارة الإفريقية في ظرفية تاريخية حساسة ومتحوّلة، أين العالم اليوم آخذ في منعرج جديد ومنحى جديد من الوعي.
فالعالم اليوم يتحوّل ويتغير، فلقد استفاق من هيمنة القطب الواحد والامبريالية الإستعمارية التي تعيش على استضعاف الشعوب ونهب مواردها… مستقبل كبير للانسانية وللحرية والسيادة الوطنية مع شراكات متعدد المجالات والمستويات بين الصين والقارة الإفريقية.
عاشت علاقات الصداقة والعمل والثقة بين الصين والقارة الافريقية