خصم 50٪ على مقاتلات J-35A! صفقة طائرات الشبح الصينية بنصف السعر مع باكستان

قسم البحوث والدراسات الأمنية والعسكرية 11-06-2025
مقاتلة الشبح الصينية J-35
تشهد المنافسة الجوية في جنوب آسيا تصعيداً دراماتيكياً، مع تقارير تفيد بأن الصين تستعد لتزويد باكستان بمقاتلات J-35A الشبحية المتطورة، بخصم يصل إلى 50%. وتشير التقديرات إلى أن الدفعة الأولى قد تُسلّم في وقت مبكر من عام 2025، أي قبل الموعد المتوقع بعدة سنوات.
تثير هذه الخطوة تساؤلات كبيرة:
ما الذي يعنيه هذا لنيودلهي؟
ولماذا تنقل بكين هذه التكنولوجيا الحساسة إلى جنوب آسيا؟
تتضمن الصفقة ما بين 30 و40 مقاتلة من الجيل الخامس من طراز J-35A، النسخة التصديرية من FC-31 الصينية، وهي مقاتلة تقارن في أدائها بـF-35 الأمريكية. هذه الطائرات ستُزوّد بصواريخ جو-جو بعيدة المدى من طراز PL-17، بمدى يصل إلى 400 كلم، ما يمنح سلاح الجو الباكستاني قدرة على الضرب خارج مجاله الجوي.
السعر هو عامل أساسي حيث تُقدّر المقاتلة الواحدة بنحو 35 مليون دولار فقط، أي نصف السعر العالمي المعتاد الذي يتراوح بين 70 إلى 80 مليون دولار. يشمل العرض أيضاً معدات استراتيجية متطورة، منها طائرات الإنذار المبكر من طراز KJ-500، ومنظومات الدفاع الجوي HQ-19، إلى جانب تجهيزات إلكترونية متقدمة تدعم التفوق الجوي.
لكن هذه الصفقة لا تقتصر على نقل المعدات فحسب، بل تحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية عميقة. فبكين تزود إسلام آباد بتكنولوجيا شبحية متقدمة، ما يُفسَّر كتحرك صيني مباشر لموازنة التفوق الهندي في المنطقة عبر حليفها الباكستاني.
من منظور استراتيجي، تُحوّل الصين باكستان إلى “مختبر قتال” لتجريب تكنولوجيا لم تُختبر بعد في معارك حقيقية. فمقاتلة J-35 لم تدخل الخدمة رسمياً في سلاح الجو الصيني بعد، ما يجعل باكستان شريكاً في التجارب القتالية والتعديلات التكنولوجية.
كما تسهم هذه الصفقة في تعزيز نجاح الصين في تصدير J-35A في سوق السلاح العالمي، وتربط باكستان أكثر فأكثر بالمدار الاستراتيجي لبكين، خاصة أن أكثر من 30 مليار دولار من الديون الصينية مترتبة على إسلام آباد. فبدلاً من الدفع نقداً، قد تكون هناك ترتيبات استراتيجية أو صفقات “مقايضة”.
ووفق مصادر هندية، لم تقف نيودلهي مكتوفة الأيدي. فهي تعمل على تعزيز قدرات سلاحها الجوي، عبر تحديث رادارات S-400، وتطوير صواريخ “أسترا MK3″، وتعزيز قدراتها في الحرب الإلكترونية، مع بحثها عن منظومات رادار إضافية من روسيا أو إسرائيل. كما تضع الهند اللمسات الأخيرة على “عقيدة جوية” جديدة، تركز على الردع الشبحي والسيطرة الجوية الموحدة.
الرد الهندي قد يتجسد في تسريع إنتاج طائرتها الشبحية المحلية AMCA، التي حصلت مؤخراً على التمويل والموافقة السياسية، إلا أن دخولها الخدمة قد يستغرق 7 إلى 10 سنوات، ما يمنح باكستان نافذة زمنية استراتيجية في حال تسلمها J-35A بحلول 2025.
ويتكهن البعض بأن الهند قد تلجأ إلى شراء مقاتلات إضافية من طراز رافال، أو حتى النظر في SU-57 الروسية أو F-35 الأمريكية، رغم التحديات المرتبطة بالتكلفة والاعتبارات السياسية.
بالنسبة لباكستان، فإن حصولها على J-35A قد يُحدث تحولاً نوعياً في موازين القوى الجوية، إذ تجمع هذه الطائرة بين الشبحية والتسلح البعيد المدى والدعم الإلكتروني الكامل من بكين.
وتتهم الهند باكستان بتعميق نفوذ الصين في البلاد رغم أزمتها الاقتصادية الخانقة. وقالت إن التوسع في التسليح دون تمويل مستدام قد يضاعف من هشاشة الاقتصاد الباكستاني، ويعمّق ارتهان البلاد للنفوذ الصيني.
من منظور إقليمي، قد تؤدي هذه الصفقة إلى تصعيد عسكري أو دبلوماسي، وتزيد من فرص المواجهة غير المباشرة بين الصين والهند في مسارح مثل لاداخ، وبحر العرب. في الوقت نفسه، تسعى نيودلهي إلى تعزيز علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة، وإسرائيل، وفرنسا، في مسعى لكسر الطوق الصيني.