آسياأخبار العالمأمريكابحوث ودراسات

خبراء يحذرون :”حرب جديدة” على الأبواب ستحدد من سيسيطر على العالم!…

بينما يحتدم التنافس بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، ينتقل السباق من القطاع المدني إلى الميدان الأمني والعسكري.

سوق الانستغرام: صور: التكنولوجيا العسكرية الحديثة تجعل الجنود وكأنهم كائنات  فضائية

وبينما تقدم كل دولة رؤيتها الخاصة، يجد العالم نفسه أمام خيارات حاسمة ستحدد مسار التطور التكنولوجي في المستقبل. في هذا السياق، أطلقت الإدارة الأميركية خططا للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي، حيث ركَّزت على تصدير التكنولوجيا الأميركية وتقديمها على أنها الخيار الأفضل للدول الأخرى.

خلال اجتماع الوزراء المسؤولين عن الاتصالات والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي للدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، المنعقد في كوريا الجنوبية يوم 4 أوت الحالي بحضور 21 دولة، سَعَت الإدارة الأميركية إلى الترويج لاستراتيجيتها، وكان الهدف إقناع الدول الآسيوية بأن الرقاقات والبرمجيات الأميركية هي الأفضل لنشر الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية.

تأتي هذه الجهود وفقا لأوامر تنفيذية وقَّعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجّهت باستخدام وكالات التمويل، مثل بنك التصدير والاستيراد الأميركي ومؤسسة التمويل التنموي الدولية الأميركية، للمساعدة في إبرام صفقات تصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ما يعطي دفعة قوية لشركات أميركية مثل “إنفيديا” (Nvidia) و”أوبن أي آي” (OpenAI). وتعكس هذه التحركات المخاوف الأميركية من التقنية الصينية الآخذة في التمدُّد بفعل اكتسابِ شركات صينية مثل هواوي، شعبية واسعة في مجال البنية التحتية للاتصالات على مدى الأعوام 20 الماضية.

وفي المقابل، لم تقف الصين مكتوفة الأيدي، فخلال انعقاد المنتدى نفسه في كوريا الجنوبية، كان المسؤولون الصينيون يروّجون لمنتجاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي. وتؤكد الصين أن منتجاتها ستتحسَّن بفضل الدعم الحكومي القوي ورؤيتها لوجود “مجتمع عالمي للنماذج مفتوحة المصدر”، حيث تركز بكين على نماذج مفتوحة المصدر يمكن للعالم كله استخدامها، وهي استراتيجية قد تُضعِف الموقف الأميركي، حيث إن أفضل النماذج في الولايات المتحدة هي نماذج مغلقة وتتطلب تراخيص لاستخدامها.

أهم اتجاهات وابتكارات التكنولوجيا العسكرية لعام 2025 (الجزء الأول) |  Defense Arabia

يظهر هذا التوجه الصيني في نجاح شركات مثل “ديب سيك” (DeepSeek) و”علي بابا” (Alibaba)، التي تقدم نماذج فعَّالة ومقبولة التكلفة وتكتسب شعبية متزايدة. وقد أثارت شركة “ديب سيك” قلق المُشرّعين الأميركيين في وقت سابق من هذا العام، عندما أطلقت نموذجا ناجحا أثبت كفاءة عالية بتكاليف قليلة. ويرى المراقبون أن الاستراتيجية الصينية قد تكون أكثر جاذبية للعديد من الدول التي تسعى إلى إيجاد حلول تكنولوجية مفتوحة المصدر وقليلة التكلفة، مما يمنح بكين ميزة تنافسية في العالم الثالث.

وبينما يحتدم التنافس بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي، ينتقل السباق من القطاع المدني إلى الميدان الأمني والعسكري، إذ يدرك كلا البلدين أن التفوق في الذكاء الاصطناعي يعني امتلاك ميزة استراتيجية حاسمة في حروب المستقبل.

في غضون ذلك، تتجه المؤسسات العسكرية إلى دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب عملياتها، من تطوير أسلحة ذاتية التحكم (Autonomous Weapons) يمكنها اتخاذ قرارات القتال بشكل مستقل، إلى استخدام الذكاء في تحليل البيانات الاستخبارية الضخمة بشكل أسرع وأدق مما يفعله البشر.

كما يُستخدم في أنظمة القيادة والتحكم، وتحسين لوجستيات الإمداد، وتطوير الدفاعات السيبرانية. وهذا التحول التكنولوجي يُغيّر طبيعة العقائد العسكرية التقليدية، حيث لم تعد القوة تقتصر على عدد الجنود أو حجم الأسلحة، بل تمتد لتشمل القدرة على معالجة المعلومات والتصرف بناء عليها بسرعة فائقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق