حصيلة سنة 2023 للإرهاب في أوروبا
تقرير من إعداد قسم البحوث الأمنية والعسكرية
تونس 19-12-2023
لاتزال تهديدات التنظيمات المتطرفة خارجيا تشكل خطرا على المصالح الداخلية والخارجية في الدول الأوروبية على غرار فرنسا وسفاراتها أو بلجيكيا، السويد كندا وألمانيا.
يتمثل التهديد الرئيسي داخليا في فرنسا من “الذئاب المنفردة” حيث تربطهم علاقة مباشرة بالجماعات الجهادية.
تكمن عدة سيناريوهات قد تواجه بلجيكا خلال العام 2024 منها أن يصبح المشهد الجهادي في بلجيكا أكثر “خطورة”، وأن تشهد هجمات مُخطط لها في الخارج وتنفيذها بواسطة “خلايا نائمة .”
ومن المرجح انه مع التصعيد المستمر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن تكون هناك مخططات هجمات إرهابية أخرى خلال العام المقبل، تقوم بها الأحزاب اليمينية وجماعاتها المتطرفة في العام 2024 استهدافا للجاليات العربية وخصوصا الفلسطينية بتخطيط صهيوني مغتال…
ومنها يتم إلصاقها للإرهاب أو كما يسمونه “دولة الخلافة الإسلامية” في عملية تشويهية للمسلمين وخاصة للعرب، وقد أشار الى ذلك الأمين العام للأمم المتحدة عندما تحدث في التقرير 16 للأمم المتحدة حول الإرهاب من أنه ستكون لداعش والجماعات الإرهابية إستراتجيات جديدة للإرهاب لسنة 2024.
وفي المقابل، باتت الجماعات اليمينية المتطرفة في المملكة المتحدة تستنزف قدرات وجهود الاستخبارات البريطانية، ويهيمن على المشهد اليميني المتطرف في بريطانيا أفراد أو مجموعات صغيرة، وهو اتجاه يجعل من الصعب على السلطات البريطانية التنبؤ بتهديدات اليمين المتطرف، ويجعل من الصعب التعرف عليهم والتحقيق معهم لأنهم يصطنعون ما يسمى بالإسلامية أي ارتكاب الجريمة ثم إعادة حبكاتها وتحويل وجهتها حتى تكون محسوبة على الإسلام الأوروبي .
وفق تقارير تتخذ كل من السويد وبريطانيا جهودا للإستمرار بتطوير واتخاذ إجراءات استباقية ووقائية وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية، للحد من الهجمات الإرهابية، وتعزيز مراقبة الحدود لمنع الأفراد الخطرين من التسلل إلى الأراضي السويدية والبريطانية، كذلك تطوير أدوات ذكاء اصطناعي لمراقبة تحركات الجماعات المتطرفة على منصات ومواقع لتواصل الاجتماعي وحذف المقاطع الدعائية التي تحث على الكراهية والعنف.
أولا – مؤشر الإرهاب العالمي
يتجه مؤشر الإرهاب عالمياً في الوقت الراهن، إلى نشاط واسع للتنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة في إفريقيا وآسيا، مستغلة انشغال أوروبا والعالم بالصراع في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، ما يزيد المخاوف من تجنيد عناصر جديدة وشن هجمات عبر الذئاب المنفردة في أوروبا، وفق البحوث المجرات تقع فرنسا ألمانيا والنمسا في مرمى هذا الخطر المحتمل، لنشاط التيارات المتطرفة عبر الإنترنت، معتمدة على حالة الجدل القائمة بسبب الحرب في غزة و تعمد اللوبيات الصهيونية للترويج لأفكارها.
التهديدات السيبرانية
تواجه البنية التحتية تهديدا إلكترونيا دائما وكبيرا، وارتفع عدد حوادث الجرائم الإلكترونية في المملكة المتحدة بين الربع الرابع من عام 2022 والربع الثاني من عام 2023.
تعرض مجموعه 11% من الشركات، و8% من المؤسسات لهجمات إلكترونية، وارتفعت هذه النسبة إلى 26% من الشركات المتوسطة، و37% من الشركات الكبيرة، و25% من المؤسسات ذات الدخل المرتفع.
تعد المخاطر التي تتعرض لها كابلات الاتصالات السلكية واللاسلكية عبر المحيط الأطلسي المستخدمة للإنترنت والاتصالات من بين 89 تهديدا مدرجا على أنها ذات تأثير كبير محتمل على أنظمة السلامة أو الأمن الإصطناعي .
ثانيا – مكافحة الإرهاب في العام 2023: سياسات وتدابير مكافحة التطرف والإرهاب و الهجرة
في 18 جويلية 2023: أقرّ البرلمان البريطاني مشروع قانون بشأن الهجرة يمنع المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتّحدة بشكل غير قانوني من طلب اللجوء.
سعى حزب العمال البريطاني لتمرير قانون يهدف إلى منع الجماعات المتطرفة من تدريب روبوتات الدردشة على الذكاء الاصطناعي (AI) لنشر التطرف والإرهاب أحبطت السلطات البريطانية 39هجوما معظمها من قبل متطرفين يمينيين وهناك نحو 800 تحقيق جار لشرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، كما أحبطت السلطات 15 مخططا لخطف أو قتل بريطانيين.
اعتمد جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني على الذكاء الاصطناعي، لكشف الخطرين أمنيا، عبر تطوير أدوات ذكاء اصطناعي بمراقبة المقاطع الدعائية على الإنترنت، التي يشاهدها المشتبه بهم، لتحديد ما إذا كان هؤلاء يمثلون خطرا.
كما كشفت أن “داعش والقاعدة” يخططان لهجمات إرهابية تستهدف المملكة المتحدة، ورفع جهاز الاستخبارات الداخلية مستوى التهديد الإرهابي في آيرلندا الشمالية من “كبير” إلى “شديد”.
تداعيات حرب غزة وأوكرانيا
تسبب تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في حث جهات خارجية للجماعات المتطرفة في بريطانيا لتنفيذ هجمات إرهابية، في ظل الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة.
ومنذ تصعيد الصراع بلغت نسبة الاعتداءات بدافع كراهية المسلمين إلى 140% مقارنة مع الفترة نفسها العام 2022.
زادت نسبة ما تسميه اوروبا مجتمعة معاداة السامية بمقدار 1.353% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022.
وسجل 218 جريمة من جرائم معاداة السامية وارتفعت جرائم بدوافع إرهاب الإسلام إلى 101 بعد أن كانت 42 في نفس الفترة من العام 2022.
مؤشر التطرف السلفية “الجهادية” والإسلام السياسي
زاد عدد المتطرفين من بضع مئات إلى 2000 في جميع أنحاء السويد، يتمركزون بشكل أساسي في “ستكهولم، غوتنبرغ ومالمو”.
يقدر عدد المتطرفين العاملين داخل المؤسسات التعليمية خلال العام 2023 الحكومية بحوالي 21 شخصا تم تحديدهم على أنهم عادوا إلى السويد من مناطق الصراعات.
أدرجت الجماعات السلفية الجهادية خلال العام 2023 الأماكن العامة كأهداف ذات أولوية. بذلت جماعات الإسلام السياسي خلال العام 2023 وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين جهودا لاستقطاب الأطفال والشباب، وإنشاء مجتمعات موازية، واستطاعت اختراق أحزاب سياسية سويدية كـ”حزب الوسط” السويدي .
الخلاصة:
من جهة أخرى فإن موقف ألمانيا والنمسا من الحرب في غزة يتشابه، في دعم إسرائيل ورفض هجوم طوفان الأقصى الذي شنته حركة المقاومة حماس، لذا من المتوقع سن قوانين تحظر أي مؤسسات ذات صلة بحماس، وتشديد الرقابة على نشاط المتطرفين تحسباً لأي هجمات إرهابية محتملة.
مؤشرات خطيرة تنبأ بضرورة رفع حالة اليقظة القصوى في دول البحر الأبيض المتوسط حول تنوع برامج و أنماط الإرهاب المصطنع و التيارات الصهيونية الإرهابية الناشئة بالمنطقة ككل و اختراق منظومات الفكر و المعلومات وذلك من خلال التعاون الأمني الإقليمي المشترك وتعزيز منظومة ” الذكاء الأمني الاصطناعي .”
