حماس تراجع الرد الإسرائيلي على مقترح ترمب لوقف إطلاق النار وسط تباعد في المواقف

قسم الأخبار الدولية 30/05/2025
أعلنت حركة «حماس»، اليوم الجمعة، أنها تسلمت رداً رسمياً من إسرائيل على المقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار في غزة، وتقوم حالياً بمراجعته، رغم تأكيدها أن الرد الإسرائيلي لا يلبّي «أيّاً من المطالب العادلة والمشروعة» للشعب الفلسطيني، حسب ما صرّح به باسم نعيم، القيادي في الحركة، لوكالة «رويترز».
ويقترح العرض الأميركي، الذي يقوده الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدعم من الوسيطَين مصر وقطر، وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتخلله إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلياً، من بينهم أحياء وأموات، مقابل الإفراج عن 125 أسيراً فلسطينياً محكومين بالمؤبد، وتسليم رفات 180 قتيلاً فلسطينياً.
وتشمل الخطة كذلك إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة فور توقيع اتفاق الهدنة، على أن يتم الإفراج عن الرهائن المتبقين لدى «حماس» وعددهم 30، في مرحلة لاحقة ترتبط بسريان وقف دائم لإطلاق النار. وقد أعلنت الإدارة الأميركية أن إسرائيل وافقت على هذه المبادرة، ما يمثل أول إشارة رسمية إلى قبول إسرائيلي مشروط بخطة جديدة منذ انهيار اتفاق التهدئة السابق في مارس الماضي.
لكن الخلافات الجوهرية بين الطرفين ما زالت تعرقل الوصول إلى اتفاق نهائي. فبينما تشترط إسرائيل نزع سلاح «حماس» بالكامل، وتفكيك بنيتها العسكرية، وإنهاء سيطرتها على غزة، إلى جانب الإفراج عن جميع الرهائن، تتمسك «حماس» بمطالبها المتمثلة في وقف العدوان، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وضمان عدم تكرار الحرب.
وكانت الحرب قد اندلعت في أعقاب عملية غير مسبوقة شنتها «حماس» على بلدات إسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، خلّفت نحو 1200 قتيل، وفق الإحصاءات الإسرائيلية، واحتجاز 251 رهينة. ومنذ ذلك التاريخ، تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية في مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، حسب وزارة الصحة في غزة، فضلاً عن تدمير واسع طال معظم البنى التحتية للقطاع المحاصر.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو من عائلات الرهائن الذين نظموا احتجاجات متكررة في تل أبيب، مطالبين بإبرام صفقة تبادل تُنهي معاناتهم وتعيد ذويهم، في حين يواصل الوسطاء الدوليون محاولاتهم لتقريب المواقف بين الطرفين.