أخبار العالمالشرق الأوسط

حزب الله يهدد بالعودة للقتال وسط أزمة نفوذ واتهامات بترويج “بروباغندا داخلية”

لوّح «حزب الله» مجددًا بالعودة إلى القتال ضد إسرائيل على خلفية تصاعد الحرب بين طهران وتل أبيب، في وقت تتزايد فيه الدعوات الداخلية إلى تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي وتجريد الحزب من سلاحه. وأتى هذا التلويح على لسان نائب رئيس المجلس السياسي للحزب، محمود قماطي، الذي قال إن “المقاومة لن تتخلى عن واجبها إذا فشلت الدولة في حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية”، معتبرًا المواجهة مع إسرائيل “قضية وطنية وسيادية”.

لكن مصادر وزارية أكدت أن الحزب لا يزال يلتزم بالحياد الذي أقرّته الحكومة، مشيرة إلى أن تهديد قماطي “مجرد رسالة غامضة لا نعلم وجهتها، خصوصًا أن الحزب سبق أن أكد عبر مصادره أنه لن يتدخل في الحرب الإسرائيلية – الإيرانية”.

وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من تأكيد النائب حسين فضل الله أن إيران “لا تحتاج إلى أحد للدفاع عنها”، وأنه “لا وجود لأذرع إيرانية بل لحركات مقاومة مستقلة”، في محاولة واضحة للفصل بين “حزب الله” والحرب الدائرة.

من جانبه، رأى أستاذ العلوم السياسية عماد سلامة أن تصريحات الحزب تعكس حالة “ارتباك داخلي”، قائلاً إن الحزب “لم يعد يملك القدرة العسكرية التي كانت له في السابق، بسبب الضربات الإسرائيلية، وتراجع الإمداد من سوريا، وتقلص الدعم الإيراني في ظل عزلة متزايدة”، مضيفًا أن هذه التهديدات أقرب إلى “بروباغندا داخلية” لتهدئة بيئته ومحاولة استعادة صورة فقدت الكثير من بريقها.

ويتقاطع هذا الرأي مع موقف مسؤول الإعلام في “القوات اللبنانية”، شارل جبور، الذي اعتبر تصريحات الحزب “محاولة كلامية للتعويض عن العجز عن مساندة إيران”، مؤكداً أن “من موّل حماس ودعمها، كان يفترض به أن يكون أول من يساند إيران، لكنه اليوم عاجز حتى عن ذلك”.

في المقابل، طالب حزب «الكتائب اللبنانية» بإجراءات سيادية واضحة لتحييد لبنان عن أتون الحرب، مشددًا على ضرورة تثبيت حصرية قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة وحدها، وتسليم سلاح “حزب الله” إلى الشرعية. ودعا الكتائب إلى وضع خطة طوارئ وطنية لحماية المدنيين من تداعيات أي تصعيد، معتبرًا أن استمرار ارتباط “حزب الله” بإيران يعرض البلاد لمخاطر متزايدة.

ويأتي هذا الجدل في وقت يترقب فيه اللبنانيون، بقلق، أي ارتدادات محتملة للحرب الإيرانية – الإسرائيلية على الداخل اللبناني، وسط ضعف اقتصادي وأمني متفاقم، وصراع سياسي متجدد حول سلاح “حزب الله” ودوره في مستقبل البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق