«حزب الله» يرفض تسليم السلاح تحت الضغط: نعيم قاسم يشترط إنهاء العدوان الإسرائيلي قبل أي نقاش

قسم الأخبار الدولية 05/08/2025
رفض حزب الله اللبناني بشكل قاطع أي مقترح لتحديد جدول زمني لتسليم سلاحه، معتبراً أن مناقشة هذا الملف في ظل استمرار ما وصفه بـ«العدوان الإسرائيلي» أمر مرفوض وغير واقعي. جاء ذلك في وقت يشهد فيه لبنان نقاشاً سياسياً متصاعداً حول حصرية السلاح بيد الدولة، ضمن جلسات مجلس الوزراء التي تسعى لإعادة تنظيم العلاقة بين المؤسسات الأمنية الرسمية والمجموعات المسلحة غير النظامية.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في خطاب متلفز ألقاه من مكان غير معلن خلال حفل تأبيني لقيادي إيراني، إن الحزب لن يقبل «أي جدول زمني يُعرض لتنفيذ تحت سقف العدوان الإسرائيلي»، مؤكداً أن سلاح المقاومة ليس مطروحاً للتفاوض طالما أن إسرائيل ما زالت تشكل تهديداً مباشراً للبنان.
وشدّد قاسم على أن الأولوية يجب أن تكون للدولة في تأمين الحماية لمواطنيها، لا في نزع سلاح من وصفهم بـ«المقاومين»، قائلاً: «المطلوب من الدولة أن تضع خططاً لمواجهة الضغط والتهديد وتأمين الحماية، لا أن تجرّد مقاومتها من قدرتها وقوتها».
ويأتي هذا الموقف بعد أيام من تزايد الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية عن إمكانية إحالة ملف سلاح حزب الله إلى «المجلس الأعلى للدفاع»، وسط دعوات محلية ودولية لتطبيق مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، في إطار إصلاحات أمنية أوسع يشترطها المجتمع الدولي.
وتحمل تصريحات قاسم دلالة واضحة على تمسك الحزب بسلاحه كعنصر من عناصر الردع في مواجهة إسرائيل، كما تكشف عن رفضه لأي معالجة داخلية لا تراعي، من وجهة نظره، ما يصفه بـ«التهديد الاستراتيجي» الذي تمثله تل أبيب.
ويرى مراقبون أن هذا الرفض يعقّد أي محاولة حكومية أو دولية لإعادة ضبط التوازن العسكري في الداخل اللبناني، خاصة في ظل غياب إجماع سياسي وطني حول مستقبل سلاح حزب الله. كما يُتوقع أن تؤثر هذه التصريحات على مسار النقاشات داخل الحكومة، التي تتعرض لضغوط متزايدة من المجتمع الدولي للحد من وجود قوى مسلحة خارج نطاق الدولة.