حزب الله يثمّن موقف الدولة بعد قصف الضاحية ويتهم خصومه بـ”الرهان على العدوان”… والجيش يضبط مسيّرتين إسرائيليتين في الجنوب

قسم الأخبار الدولية 09/06/2025
أشاد “حزب الله” بالموقف الرسمي اللبناني بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، واعتبر أن بيانات الرؤساء الثلاثة وقادة المؤسسة العسكرية شكّلت “رداً وطنياً موحداً” على ما وصفه بـ”عدوان يستهدف كل لبنان”. وأكد النائب حسن فضل الله، باسم كتلة “الوفاء للمقاومة”، أن الدولة مطالَبة بتفعيل أدوات الضغط السياسية والدبلوماسية والأمنية لكبح الاعتداءات، مشيراً إلى أن بعض القوى الداخلية “انقلبت على موقف الدولة” وتستغل التصعيد الإسرائيلي لتحقيق مكاسب داخلية، حسب تعبيره.
ويأتي هذا التصعيد عقب استهداف الطيران الإسرائيلي للضاحية مساء الخميس، ما دفع الرئيس جوزيف عون إلى التنديد بـ”الاستباحة السافرة” لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما حمّل رئيس الحكومة نواف سلام المجتمع الدولي مسؤولية كبح الاعتداءات الإسرائيلية والدفع نحو الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة. وأصدرت قيادة الجيش بياناً شديد اللهجة اعتبرت فيه أن تعنّت إسرائيل ورفضها التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية “يضعف دور اللجنة ويهدد بتجميد التعاون معها”.
في المقابل، جدّد “حزب الله” تمسكه بدور المقاومة في معادلة الدفاع، رافضاً تحميله مسؤولية تعطيل دور الدولة، ومشيراً إلى أن البيان الوزاري يرتّب الأولويات الوطنية بدءاً من حماية السيادة، وليس مناقشة مستقبل السلاح بشكل مجرد. كما شدد على أن نزع السلاح لن يُطرح قبل انسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة، ووقف الانتهاكات، ومعالجة ملف الأسرى وإعمار ما دمّرته الحروب السابقة.
بموازاة المواقف السياسية، أفاد الجيش اللبناني بسقوط مسيّرتين إسرائيليتين في بلدتي حولا وبيت ليف جنوبي البلاد، وجرى نقلهما إلى الجهات المختصة للتحقيق في ملابساتهما. كما رصدت الوكالة الوطنية للإعلام غارات إسرائيلية في رأس الناقورة وبلدة راميا، وتحليقاً مكثفاً لطائرات استطلاع ومسيّرات إسرائيلية فوق مناطق عدة من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
من جانب آخر، صعّد النائب أنطوان حبشي من “الجمهورية القوية” من لهجته تجاه “حزب الله”، معتبراً أن الحزب وافق على البيان الوزاري وقرار مجلس الأمن 1701، وعليه الالتزام بحصرية السلاح بيد الدولة. ودعا إلى جدول زمني لجمع السلاح غير الشرعي داخل المخيمات وخارجها، مؤكداً أن الحل الدبلوماسي وحده كفيل بإخراج لبنان من أزماته البنيوية.
ويأتي هذا التوتر في سياق تصعيد متواصل على الحدود الجنوبية، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة وشيكة، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، وتزايد الضغوط السياسية الداخلية على الحزب والدولة على حد سواء.