حرب النزوح تحرم جيلاً كاملاً من التعليم وتبدد أحلام آلاف الطلبة في غزة

قسم الأخبار الدولية 21/07/2025
أغرقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أحلام آلاف الأطفال والشباب في دوامة الجوع والخوف والنزوح، وحرمتهم من حق أساسي لطالما شكل طوق نجاة لمستقبلهم: التعليم. بعد أن كانت سارة قنان، ابنة الثمانية عشر عاماً، تتهيأ لاجتياز الامتحانات النهائية وتحلم بدراسة الطب، باتت اليوم تسكن خيمة ضيقة مع أسرتها في خان يونس، ولا تفكر إلا في كيفية البقاء على قيد الحياة.
منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، تعطلت المنظومة التعليمية بأكملها، بعد أن تحولت المدارس إلى ملاجئ، ودمّرت الغارات الإسرائيلية عدداً كبيراً منها. وتفيد منظمة “يونيسف” أن نحو 90% من المدارس في القطاع لم تعد صالحة للاستخدام، بينما تشير إحصائياتها إلى أن أكثر من 650 ألف طالب وطالبة انقطعوا عن التعليم، بينهم نحو 40 ألفاً حُرموا من اجتياز امتحانات القبول الجامعي للمرة الأولى منذ عقود.
في هذه الظروف القاسية، فقد الأطفال الأصغر سناً المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة، أما المراهقون، فقد انقطعوا عن الدراسة الأكاديمية العليا، وضاعت فرصهم في التخرج أو الالتحاق بالجامعات، وسط ظروف إنسانية صعبة، حيث يفترش النازحون الأرض في خيام مكتظة، ويبحث الأطفال عن الماء والغذاء بدلاً من الكتب.
حاولت “يونيسف” والمنظمات الإغاثية خلال الهدنة المؤقتة في مطلع 2025 إنشاء 600 مساحة تعليمية، لكن نصفها تقريباً أُغلق بعد استئناف الهجمات. وانقطعت الكهرباء والإنترنت، ما جعل محاولات التعليم عن بُعد مستحيلة في معظم الأحيان.
وقالت نسمة زعرب، أم لأربعة أطفال: “ابني يُفترض أن يكون في الصف الثاني، لكنه لا يعرف القراءة”، فيما عبّرت طالبة الهندسة علا شعبان عن يأسها بعد محاولات متكررة لاستكمال دراستها عبر الإنترنت في ظل الدمار والانقطاع المتواصل للخدمات: “لقد ضاع عامان من عمري”.
أما والد سارة، الصحافي إبراهيم قنان، فقد اختصر واقع عائلته بقوله: “دفنا أحلامنا تحت أنقاض منزلنا”.
وفي ظل تدمير أكثر من نصف منشآت التعليم، واستمرار الحصار والمجاعة، يخشى الفلسطينيون من أن تكون هذه الحرب قد حكمت على جيل كامل بالضياع، ليس فقط من حيث التعليم، بل من حيث الأمل في مستقبل مختلف.