آسياأخبار العالمبحوث ودراسات

هستيريا غربية جماعية في مواجهة روسيا والصين

واشنطن-الولايات المتحدة-15-02-2023


يجرّ صُنّاع القرار في الغرب الأطلسي بلدانَهم والعالم إلى مزيد من التوتر النابع من “هيستيريا صليبية” تحكم سلوكهم السياسي مع الدول الأخرى.
وفي مواجهة روسيا والصين يحارب الغرب للمحافظة على هيمنته ويخشى عليها بصورة جنونية.

ومنذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، دأبَ عدد من القادة الغربيين على وضع أنفسهم في الواجهة، ليُنظر إليهم على أنّهم يفعلون أكثر من أقرانهم لدعم أوكرانيا ضد روسيا.
ونشرت، ضمن هذا الصدد، مجلة “رسبونسابل ستايتكرافت” الأمريكية،
“Responsible Statecraft”
مقالاً للكاتب ألكسندر هيل، ناقش فيه ما سمّاه “الانخراط في هستيريا غربية ضد روسيا والصين”.
ويؤكد المقال أنّ الصين، إلى جانب روسيا وإيران وكوريا الشمالية، تقع مباشرةً داخل المرمى السياسي للولايات المتحدة، كما يقتصر تعامل واشنطن معها على أنّها تهديد للنظام الدولي الذي يهيمن عليه الغرب.
ويشير الكاتب إلى أنّ من المؤكد أن الغضب الموجَّه ضد هذه الدول، في الدوائر السياسية الغربية، وفي الصحافة أيضاً، يستدعي الإيحاء بأن الغرب دفع نفسه إلى جنون من “حماسة صليبية”، في إشارة إلى الحروب الصليبية التي شنّها الغرب تاريخياً.
ولفت كاتب المقال إلى أنّ الصحافة الغربية المهيمنة على صناعة الأخبار وترويجها والتأثير في الرأي العام، غير راغبة في تقديم مواد تتحدى وجهة النظر العالمية هذه، والتي تتبنى “حملةً صليبيةً غربيةً” حالية ضد روسيا باسم “الديمقراطية الليبرالية الغربية”، خشية اتهامها بأنها مدافعة عن تصرفات الدول غير المرغوب فيها غربياً.
لكن، من اللافت أن هناك معارضة لهذه الأفكار، لكنّ هذه المعارضة يجري إخفاؤها في ظل الحملة الضخمة ضد الدول التي تُصنّف على أنّها معادية ومعتدية.
ونبّه المقال إلى أنّ نقاشاً يجب أن يجري بشأن الحديث عن السياسة الخارجية الغربية اليوم، ويتعلق بالقدرة على محاولة رؤية الأشياء من وجهة نظر بديلة على الأقل.
وأضاف أن “الغرب في حاجة إلى مزيد من الواقعية في تعاملاته مع روسيا”.
وأشار إلى أنّ القوى الغربية، إذا ما واصلت تجاهل أن الجهات الدولية الأخرى قد يكون لديها مخاوف مشروعة، ومدعومة بقوة عسكرية كبيرة، فإنّها تخاطر في التوجه نحو صراع عالمي لا يمكن أن ينتهي إلا بصورة سيئة.
وأرجع الكاتب هذه الهيستيريا القائمة ضمن تعامل الغرب مع مطالب الدول الأخرى، إلى الغرور والمصالح لعدد من السياسيين وصُنّاع القرار الغربيين.
وأشار إلى أنّ اتّباع نهجٍ أكثر واقعية يتسامح ثقافياً في عدد من القضايا الدولية اليوم، لن يخدم غرور ومصالح عدد من السياسيين، الذين حاصروا أنفسهم في زاوية بشأن مواقفهم المتطرفة.
ويرى الكاتب أنّ من غير المرجح أن تؤدي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا إلى أي نوع من الهزيمة الروسية في ساحة المعركة، وسيتعين إجراء مفاوضات عاجلاً أو آجلاً، والاستماع إلى مطالب روسيا بجديّة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق