جولة ثانية من المحادثات الروسية الأميركية في إسطنبول تركز على عمل البعثات الدبلوماسية بعيدًا عن الملف الأوكراني

قسم الأخبار الدولية 09/04/2025
استأنفت الولايات المتحدة وروسيا، صباح الخميس، جولة ثانية من المحادثات الثنائية في إسطنبول، في خطوة وُصفت بأنها محاولة تقنية لتعزيز استقرار عمل البعثات الدبلوماسية، دون التطرق إلى ملفات سياسية أو أمنية، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا.
وانعقد اللقاء في تمام الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي بمقر القنصلية العامة الروسية، وترأس الوفد الروسي ألكسندر دارشييف، المرشح لمنصب السفير الروسي لدى واشنطن، بينما قادت الوفد الأميركي سوناتا كولتر، نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون روسيا ووسط أوروبا.
وشددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، على أن المباحثات لا تشمل أي موضوعات سياسية أو تتعلق بالصراع في أوكرانيا، مؤكدة أن جدول الأعمال يقتصر على “ضمان فعالية عمل السفارات”، معتبرة أن تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن “لن يتحقق إلا بعودة السلام في أوكرانيا”.
وكان الوفدان قد عقدا أول لقاء لهما في العاصمة السعودية الرياض في فبراير الماضي، تلاه لقاء آخر في إسطنبول بتاريخ 27 فبراير، استمر لأكثر من ست ساعات، وتركّز حينها أيضاً على الجوانب التقنية للعلاقات الثنائية. وتأتي هذه اللقاءات في وقت تسعى فيه أنقرة للعب دور الوسيط النشط في تهدئة التوترات الدولية، إذ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً استعداد بلاده لاحتضان محادثات تؤدي إلى وقف الحرب.
وفي سياق موازٍ، وجّهت الولايات المتحدة انتقادات حادة إلى الصين، متهمة إياها بتقديم الدعم الأكبر لموسكو في حربها ضد أوكرانيا، عبر توفير نحو 80% من المواد ذات الاستخدام المزدوج. كما أعلنت واشنطن أنها تتابع التقارير التي تفيد بوجود مواطنين صينيين يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي، بعد أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أسر اثنين منهم في منطقة دونيتسك.
ورغم اقتصار الاجتماع الجديد على قضايا دبلوماسية، فإن انعقاده يندرج ضمن تحركات خجولة لاستعادة الحد الأدنى من قنوات التواصل بين القوتين في ظل حرب طويلة ومعقدة تمس استقرار أوروبا والشرق الأوسط وموازين القوى العالمية.