جريمة الغرب ووكلاء المنطقة والإنقضاض على سوريا بـ171 ألف إرهابي من مختلف أنحاء العالم
دمشق-سوريا-08-10-2020
لايبدو أن هناك سببا يمكن من خلاله التعامل مع آفة الإرهاب الذي دمّر المنطقة العربية وقسّمها وجعل بعض بلداننا مسرحا للفوضى والجرائم المنظمة التي مست استقرار الدول وأمنها.
لقد تحمّلت المنطقة العربية خلال 10سنوات مضت الدمار الذي أحدثته التنظيمات الإرهابية التي كانت الدوائر السياسية في بريطانيا والولايات المتحدة بصفة خاصة وراء تكوينها واحتضانها وتوظيفها ضمن أهدافهما في المنطقة العربية وأساسا لضمان أمن الكيان الصهيوني،عبر تدمير مقومات القوة في جوار فلسطين المحتلة.. وتبقى سوريا من أكثر دول المنطقة تضررا ، بعد أن تم تزويدها من قبل القوى المغذية والداعمة للإرهاب في المنطقة حيث وصلها أكثر من 171 ألف ارهابي من مختلف الجنسيات في العالم بعد أن تلقوا تدريبات متطورة في حمل مختلف أنواع الأسلحة وصناعة المتفجرات.
لم تكن الأحداث التي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة، معزولة عن التدخل التركي الذي أضفى على الأزمة السورية ملمحا إقليميا ودوليا مأساويا سوداويا، وحولها من مظاهرات سلمية إلى أزمة مركبة ، ولم يتوقف التدخل التركي عن إشعال الأزمة، سواء بضخ المقاتلين أو بالإصطفاف مع تيارات إسلامية متطرفة، وهو ما ساهم في استعصاء الأزمة السورية وابتعادها عن مسار الحل السياسي.
وفي سياق تدفق الإرهابين ، نشرت الأمم المتحدة وثيقة حول الأرقام التقريبية للإرهابيين المقاتلين في سوريا حيث بلغ عدد “المقاتلين التونسيين في سوريا” 10.500 ، قتل منهم 4220 بينهم 45 امرأة و1260 في عداد المفقودين ، بينما بلغ عدد الإرهابيين الأوروبيين من جنسيات متعددة أكثر من 30ألفا، فيما بلغ عدد المقاتلين السعوديين 24.500، قتل منهم 5990 واختفت 19 امرأة و2700رجل، وتصدر المشهد المدمر أكثر من 25ألف إرهابي تركي، و9500 إرهابي ليبي، و7500 إرهابي مصري ، و1950 إرهابي جزائري، و2100 مغربي.
ويقول التقرير إن هذه الجماعات المتشددة دأبت خلال سيطرتها على العديد من المناطق السورية، على تخزين مختلف صنوف الأسلحة التي جاءت من الدول الداعمة للإرهاب، بهدف محاربة الجيش العربي السوري وإسقاط الدولة السورية، معتمدين في ذلك على أخذ السكان الآمنين كرهائن في مناطق سيطرتهم، غير آبهين بخطورة وجود هذه الأسلحة المدمرة كخطر مقيم يمكن أن يفتك بكل من حوله في أي لحظة.
وشهدت العديد من مستودعات أسلحة الإرهابيين حوادث كثيرة من هذا النوع، وفي كل مرة كان يذهب ضحية استهتارهم عشرات المدنيين بين قتيل وجريح.
واحتلت سوريا صميمَ اهتمام الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة. وأسفر الصعود المروع لتنظيم “داعش” الإرهابي منذ منتصف عام 2014 عن توحيد جهود المجتمع الدولي بشأن سوريا بصورة لم تهتم بها الإنتفاضة السابقة ضد النظام في البلاد.
ويطل الإرهاب برأسه عبر صور وأشكال مختلفة، لكن إن كانت هناك قاعدة واحدة ثابتة تنسحب على تعريف التطرف العنيف، فهي أنه يزدهر ويتكاثر وينمو في البيئات غير المستقرة إلى حد كبير.
وليس هناك سيناريو واضح متصور لاستقرار الأوضاع في سوريا على مدى السنوات القادمة، فالأسباب الأصلية للعنف عميقة الجذور ولا تزال دون تناول كامل، مع ازدياد الأوضاع سوءً عما كانت عليه الأمور في عام 2011.
وبرغم أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية ترغب في تصور عالم مثالي يتحول فيه التطرف والإرهاب إلى تحديات هامشية تستلزم جهود الإحتواء والسيطرة المحلية، إلا أن مثل هذا التصور الحالم ليس مطروحا في الداخل السوري الراهن.