جامعة “إيكس مرسيليا” الفرنسية تطلق “اللجوء العلمي” لاستقطاب علماء من أميركا

قسم الأخبار الدولية 24-03-2025
جامعة “إيكس مرسيليا” تطلق برنامجاً لاستقطاب علماء أميركيين في مجالات حيوية، وسط تصاعد المخاوف بشأن تراجع الحريات الأكاديمية في الولايات المتحدة وهجرة العقول نحو أوروبا.
أعلنت جامعة “إيكس مرسيليا” الفرنسية، في 7 مارس الجاري، عن إطلاق برنامج “مكان آمن للعلوم”، وهو مبادرة غير مسبوقة مدتها 3 سنوات، بميزانية قدرها 15 مليون يورو، تهدف إلى استقطاب 15 عالماً أميركياً في مجالات حيوية كالمناخ والصحة والفيزياء الفلكية إلى الحرم الجامعي في جنوب فرنسا، وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وبحسب المتحدّث باسم الجامعة، فقد تلقى البرنامج أكثر من 60 طلباً خلال أيام، بينها 30 طلباً في أول 24 ساعة فقط من الإعلان، ما يعكس تسارع ظاهرة “هجرة العقول” العلمية من الولايات المتحدة.
وأشارت الجامعة إلى تنسيقها مع جامعات فرنسية أخرى والحكومة لتوسيع نطاق “اللجوء العلمي” على المستويين الوطني والأوروبي، بهدف توفير بيئة أكثر أماناً وحرية للباحثين، في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها المؤسسات الأكاديمية الأميركية.
القيود الأكاديمية في أميركا تدفع الجامعات نحو أوروبا
ويرى مراقبون أنّ تصاعد القيود داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك المساس بالحرية الأكاديمية وتراجع التمويل، قد يفتح الباب أمام انتقال الجامعات الأميركية إلى القارة الأوروبية. ويُذكر أنّ هناك 29 حرماً جامعياً أميركياً حالياً في أوروبا، مع اهتمام متزايد بإنشاء فروع إضافية وسط بيئة أكاديمية أكثر انفتاحاً.
وتأتي هذه الخطوة في وقتٍ تتخلف ميزانيات البحث والتطوير في الاتحاد الأوروبي عن الولايات المتحدة، ما دفع بعض التقارير إلى اقتراح مضاعفة تمويل برنامج “أفق أوروبا” الذي تبلغ ميزانيته 95 مليار يورو على 7 سنوات، في إطار سباق دولي لاستقطاب الكفاءات العلمية والجامعات ذات التأثير العالمي.
يشار إلى أنّ العديد من الجامعات الأميركية الكبرى تملك ميزانيات ضخمة تسمح لها بإنشاء مبانٍ جديدة بمئات ملايين الدولارات. وإذا استمرت الضغوط في الداخل الأميركي، سواء على مستوى الحريات الأكاديمية أو تمويل الطلاب الأجانب وأعضاء هيئة التدريس، فقد تصبح فكرة افتتاح فروع جامعية جديدة في أوروبا خياراً أكثر جاذبية لهذه المؤسسات.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية أن المؤسسات العلمية في أوروبا وخارجها تتسابق لتوظيف باحثين من الولايات المتحدة، يتطلّعون إلى الفرار من حملة إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على وكالات البحث.