تونس: سيطرة الغوغائية على المشهد السياسي
تونس-تونس-214-7-2020
هدّد الرئيس التونسي قيس سعيد، باللجوء إلى الدستور لوضع حد للفوضى التي تعصف بالبرلمان في تهديد مبطن بحله.
ووصف الرئيس سعيد، في كلمة بحضور رئيس البرلمان راشد الغنوشي ونائبيه في القصر الرئاسي،أمس الإثنين، الوضع بأنه” غير عادي ، ولم تشهده تونس بالمرة، حيث صار البرلمان يعيش حالة من الفوضى لا أحد من التونسيين يقبل بها”.
وأضاف سعيد، في فيديو نشرته مؤسسة الرئاسة،أن “الوضع لا يمكن أن يتواصل، ولدينا من الإمكانيات القانونية ما يسمح لنا بالحفاظ على الدولة التونسية”.
ويقول سياسيون تونسيون إن موقف الرئيس يحمل رسائل إلى الطبقة السياسية والنواب، بسبب التطورات غير المطمئنة التي يعيشها مجلس النواب ما يجعله عاجزا عن القيام بدوره، مشددين على أن “تصريح سعيد مهم في هذا التوقيت لوضع حد لما يحصل من تجاذبات”.
وتعيش تونس حالة من الفوضى، حيث تعمل حركة “النهضة” وكتلة “ائتلاف الكرامة” على تعطيل السير الطبيعي لدواليب الدولة، عبر المناورات والسب والتطاول على بعض الكتل النيابية، وخلق صراعات مع مختلف الأطراف بما فيها كتلة الحزب الدستوري الحر.
وكان سعيد قد أشارإلى أنه”لن يظل مكتوف اليدين أمام ما تشهده مؤسسات الدولة من تهاو”، متابعا أن “الدولة ستبقى فوق كل الإعتبارات”.
وتعرقلت مؤسسات الدولة بسبب التطورات الخطيرة بالبرلمان والتي وصلت حدّ العنف ما أجبر سعيد إلى التدخل .
يشار إلى أن الشرطة العدلية عاينت، صباح أمس، اعتصام كتلة الدستوري الحر في قاعتي الجلسات والبرلمان، وهو ما أثار غضب رئيسة الكتلة عبير موسي التي اعتبرت أن هذه الخطوة “سابقة خطيرة ومخالفة للقانون، وانتهاك لحرمة البرلمان”، محملة المسؤولية إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي.
وينفذ نواب الدستوري الحر، اعتصاماً في البرلمان منذ عشرة أيام للمطالبة “باتخاذ إجراءات تمنع دعاة العنف والإرهاب من دخول مجلس نواب الشعب”.
وشددت موسي على أن الغنوشي غير قادر على منع من لهم علاقة بالإرهاب ومتعلقة بهم شبهات إرهابية من دخول المجلس وذلك خوفا من خسارة عدد من قواعده الداعمة للإرهاب، على حد تعبيرها.
واتهم القيادي بحركة النهضة التونسية، حسين طرخاني، بعض الدول العربية، بالوقوف وراء الإتهامات الموجهة إلى رئيس برلمان تونس، والتي يقودها بعض الإعلاميين العرب.
وكان المدعو سيف الدين بن مخلوف قد سعى إلى استقبال ارهابي تونسي قادم من العراق وهو من بين الأشخاص المشددة عليهم القبضة أمنيا .
من جانبه انتقد الإتحاد العام التونسي للشغل سيطرة الغوغائية على المشهد السياسي،حيث تخيم الأجواء المشحونة والفوضى تحت قبة البرلمان،منذ فترة.
