تونس: سعيّد.. و100 يوم من ”الحكم”
تونس-تونس-31-2020
قال الرئيس التونسي قيس سعيّد،في أول حوار تلفزيوني له ،بعد مائة يوم من تولّيه منصب رئيس الجمهورية،إن “صفقة القرن”التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،هي” مظلمة القرن وهي خيانة عظمى وليست تطبيعا..
وأكد أن” فلسطين ليست ضيعة أو بستانا، وأن حق فلسطين لا يمكن أن يسقط بالتقادم”.
وبخصوص الأزمة الليبية،تحدث سعيّد عن أن لقاءه مع القبائل الليبية والجماعات المدنية جاء في إطار”البحث عن حل ليبي ليبي”، وأشار إلى “تلقى رسائل من بعض القبائل الليبية طالبته بمواصلة هذا التمشي”،وذكر ” أننا نتمسك بالشرعية الدولة لكنها لن تكون أبدية ونحتاج إلى شرعية ليبية”.
وتطرق سعيّد إلى عدد من المسائل على الصعيد المحلي، ومن بينها قانون الطوارئ وكذلك المشاورات بشأن تشكيل حكومة جديدة. وأوضح أنه كلف إلياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة ” بدون تدخل من أحد، وأن اختيار الفخفاخ كان على أساس الكفاءة، وبعد الإتفاق كتابيا على جملة من المسائل وخاصة على الصعيدين الاقتصادي والإجتماعي”.
وفي حال فشل حكومة الفخفاخ المرتقبة في نيل ثقة البرلمان،قال الرئيس سعيّد:”إنه سيدرس الخيارات المتاحة التي ينص عليها الدستور ومن بينها حل البرلمان والمرور إلى انتخابات مبكرة”، محملا البرلمان والأحزاب المسؤولية عن فشل حكومة الفخفاخ “، وقال” لست في حالة صدام مع أحد ولا أبحث عن حلول قصوى، ولكن سأكون ملزما بتطبيق الدستور وحل البرلمان في حال تطلب الأمر ذلك “.
وعلق،اليوم الجمعة، القيادي في حزب(قلب تونس)عياض اللومي، على ما جاء في حوار الرئيس سعيّد بالقول:” إن خطاب سعيّد فيه إحباط، وكان غامضا إلى درجة مخيفة”..
وأضاف اللومي :”حسابيا ..حكومة الفخفاخ لن تمر إلّا إذا حدثت معجزة”، حسب تقييمه.
يذكر أنه في إحدى إطلالاته المتلفزة ذات مرة، قال إن”من أخطر أسباب غرق سفينة غياب ربانها”.. إنه الرئيس التونسي قيس سعيد الذي حظي بمشروعية إنتخابية لم يحصل عليها أحد قبله لا كرئيس ولا كحزب، سعيد الذي خلّف الغموض في كل لقاءاته وتصريحاته وخلّف غموض طريقة وصوله إلى ‘قصر قرطاج” بتلك الطريقة، مركدا أن ذلك لم يكلفه إلا بعض الدنانير التونسية.
تصريحاته الأخيرة أثارت الريبة لدى من انتخبه، حيث أرجأ كل إصلاح إلى توفر الأموال، وأرجع البعض “عزلة” تونس دوليا وغياب زياراته إلى الخارج برغم الدعوات من فرنسا وألمانيا وغيرهما إلى عدم تشكيل الحكومة وتعيين وزير الخارجية.
قد يبدو هذا الأمر استفزازيا إلى حد ما، لكنه مبني على مسببات واقعية.
ومن المفارقات في كل المجالات وخاصة في السياسة أن أنصار الرئيس سعيد الذين تمسكوا بالدفاع عنه إلى اليوم، برغم ضعف الأداء وفق ما يراه مراقبون، كانوا بالأمس المهاجمين الأبرز للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذين اتهموه بالعزلة الدولية بسب المرض ،والمتسبب في ارتفاع البطالة وغيرها من الإنتقادات اللاذعة .
أبناء ‘التأسيس الثاني” عنوان شعار حملة سعيد الإنتخابية لا يزالون ينتظرون المرحلة السياسية الجديدة التي قوامها الإنفتاح والتغيير وخلق فرص العمل والتنمية .
مراقبون رأوا أن تونس مع سعيّد إزاء مرحلة جديدة فعلا ولكن قوامها الغموض والضبابية في ظل الغياب غير المفهوم لرئيس الجمهورية الذي انحصر في نشاطات عادية أغلبها في مقاهي شعبية وزيارة بعض المناطق.
ويبدو أن سعيّد، وفق عديد الخبراء، وجد صعوبة في الإمساك بخيط الأحداث الوطنية والدولية المتسارعة وكاد يحمل تونس إلى أوضاع هي في غنى عنها ، كما حدث في اللقاء الذي جمعه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان بشأن الملف الليبي.
غياب مواقف الدبلوماسية التونسية أيضا في عديد القضايا باستثناء القضية الفلسطينية،زاد من تعقيد الأمور،حيث يقول البعض إن سعيّد يعيش أزمة تواصل حقيقية، الأمر الذي فتح باب التأويلات. .