تونس تستلم زورقين من طراز “آيلاند كلاس” تبرعت بهما واشنطن لتعزيز الأمن في البحر الأبيض المتوسط

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 21-04-2025

في 17 أبريل 2025، أقامت البحرية التونسية حفل تكليف لزورقي دورية أمريكيين من فئة “آيلاند” بطول 110 أقدام أي 34 مترًا في القاعدة البحرية بحلق الوادي.
وقد نقلت هذه الزوارق مؤخرًا من الولايات المتحدة في إطار التزام أمريكي أوسع بدعم الأمن البحري التونسي والاستقرار الإقليمي.
كما أقيم الحفل خلال زيارة للميناء قامت بها سفينة “يو إس إس ماونت ويتني “(LCC 20)، السفينة الرائدة للأسطول الأمريكي السادس مما يرمز إلى التعاون البحري الوثيق والطويل الأمد بين البلدين.
يمثل تسليم زورقي الدورية الأمريكيين من فئة “آيلاند” إنجازًا هامًا في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وتونس. وكانت هذه السفن في الأصل جزءًا من أسطول خفر السواحل الأمريكي، وتم تجديدها وتحديثها قبل تسليمها إلى تونس. ويعد دخولها الخدمة في البحرية التونسية خطوة حاسمة إلى الأمام في تعزيز القدرات البحرية للبلاد.
يبلغ طول كل زورق دورية من فئة “آيلاند” 34 مترًا، ويعمل بمحركي ديزل مزدوجين، وقادر على الوصول إلى سرعات تصل إلى 29.5 عقدة، ويبلغ مداه أكثر من 3000 ميل بحري.
وهي مسلحة بمدفع رشاش Mk 38 عيار 25 مم ومدفعين رشاشين عيار 50، ومجهزة بأنظمة رادار وملاحة متطورة. وستسمح هذه القدرات لتونس بتحسين دورياتها البحرية بشكل كبير، ومراقبة الحدود، ومكافحة التهريب، ومهام البحث والإنقاذ.
هذا النقل ليس عملاً منفرداً، بل هو جزء من سلسلة متواصلة من المساعدات العسكرية الأمريكية لتونس على مر السنين. فقد قدمت الولايات المتحدة المعدات والتدريب والدعم اللوجستي بهدف تعزيز قوات الدفاع التونسية وقدرتها على مواجهة التهديدات التقليدية وغير المتكافئة.
وتعد هذه المساهمات بالغة الأهمية نظراً لموقع تونس الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط وقربها من مناطق الصراع في شمال أفريقيا. ومن المتوقع أن تلعب زوارق فئة “الجزيرة” دوراً محورياً في الاستراتيجية البحرية لتونس لا سيما في مكافحة الاتجار غير المشروع، وحماية المناطق الاقتصادية الخالصة، وتعزيز عمليات مراقبة السواحل.
أشاد نائب الأدميرال “جيه تي أندرسون”، قائد الأسطول السادس الأمريكي، بالتكليف، معتبرًا إياه دليلًا على التعاون المتنامي بين القوات البحرية الأمريكية والتونسية.
وأشار إلى أن الشراكات البحرية القوية أساسية لتعزيز الأمن الإقليمي وأن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم جهود تونس لتحديث دفاعها.
يحمل توقيت هذا التكليف أهمية رمزية أيضًا، إذ يتزامن مع الذكرى السنوية الـ 220 لمعركة درنة عام 1805، التي هزم فيها الجيش الأمريكي بدعم من حلفائه التونسيين، تهديدات بحرية هددت التجارة في البحر الأبيض المتوسط.
ويؤكد هذا الارتباط التاريخي عمق العلاقة الدفاعية الأمريكية التونسية، التي تطورت إلى شراكة متينة تشمل مكافحة الإرهاب، والتعليم العسكري المهني، والتدريبات المشتركة، وبرامج بناء القدرات.
أكد السفير الأمريكي في تونس، جوي هود، على الأهمية التاريخية والمعاصرة للعلاقات الثنائية وأكد أن تشغيل زوارق الدوريات يُجسّد رؤية مشتركة بين البلدين لبيئة بحرية مستقرة وآمنة، ليس فقط لتونس، بل لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل.
يعكس تشغيل البحرية التونسية لهذه الزوارق الدورية من فئة “إيلاند” جهود تونس المستمرة لتحديث قواتها البحرية ودعم الولايات المتحدة المستمر لقطاع الدفاع التونسي.
تُعزز هذه الشراكة قدرة تونس على مواجهة التهديدات البحرية المتغيرة وتسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في البحر الأبيض المتوسط.