تونس-الصين: ذاكرة تاريخية، شباب وتعاون من أجل شراكة استراتيجية مستدامة

أعداد الدكتورة سهير اللحياني: قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 05-09-2025

تونس-الصين: منصة شبابية لمستقبل تضامني ومستدام
في عالم يواجه أزمات جيوسياسية واضطرابات مناخية وتفاوتات اقتصادية متزايدة، تبرز الذاكرة التاريخية المشتركة بين تونس والصين كفرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الدولي. إن إحياء الذكرى الثمانين لانتصار الصين على العدوان الياباني والفاشية، التي تم الاحتفال بها في 22 أوت 2025، لا يقتصر على واجب التذكر، بل يشكل دعوة لإعادة التفكير في التعاون الدولي حول قيم مشتركة: السلام الدائم، التضامن بين دول الجنوب، وإدماج الأجيال الشابة.
في ظل التحديات التونسية الملحة – مثل البطالة المزمنة، التصحر المتسارع، وهجرة الأدمغة – يبرز إنشاء منصة مشتركة تونسية-صينية مخصصة للشباب في مجالات المعرفة، الثقافة، والإعلام كرافعة استراتيجية لتحويل هذه التحديات إلى فرص. تهدف هذه المقالة إلى اقتراح إقامة هذه المنصة كجسر حقيقي بين الشباب التونسي والصيني، لبناء شراكة نموذجية متجذرة في التاريخ وموجهة نحو مستقبل مستدام
حضارة تتجاوز الإمبراطورية
لا يمكن اختزال تاريخ الصين في إطار إمبراطوري بحت. فهي تمثل حضارة عريقة تمتزج فيها الفكر، الدين، الفن، والهياكل السياسية بشكل متكامل. كما أشار فرانسوا جويو، “كل تاريخ الصين هو أيضًا تاريخ حضارتها الصينية”. هذه الاستمرارية الحضارية لم تكن أبدًا انعزالية؛ فقد شكلت الصين هويتها عبر التفاعل مع شعوب متنوعة مثل الهون، الأتراك، المغول، البوذيين، المسلمين، والمسيحيين، مدمجة هذه التأثيرات في ديناميكية حضارية فريدة. وكما لاحظ المؤرخ رينيه غروسي عام 1942، “تحقق بناء الصين أولاً وقبل كل شيء من خلال مشروع واسع للاستيطان الزراعي”، مشابهًا لاستيطان الأراضي في أمريكا الشمالية. وبدلاً من الغزوات العسكرية، تميز التاريخ الصيني بعمل دؤوب لأجيال من الفلاحين الذين شكلوا أراضي شاسعة وضمنوا استمرارية الحضارة
تكتسب هذه الذاكرة التاريخية أهمية خاصة في سياق عالمي معاصر يتسم بالأزمات المتعددة، من صراعات جيوسياسية واضطرابات مناخية إلى تفاوتات اقتصادية واجتماعية. إن الذكرى الثمانين لانتصار الصين على العدوان الياباني تذكّرنا بأن السلام ليس مضمونًا ويتطلب تعزيزًا مستمرًا. بالنسبة للصين، لا يقتصر هذا الاحتفال على التذكر، بل يمثل دعوة للتفكير في نظام دولي جديد يقوم على التعاون والتعددية. وقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال احتفالات أوت 2025 في بكين، على رؤية “مستقبل مشترك للبشرية”، مشددًا على مبادئ سيادة الدول، عدم التدخل، والتعددية العادلة (وزارة الشؤون الخارجية الصينية، 2022)
في هذا الإطار، تظهر تونس والصين كنموذجين لدولتين تشتركان في تجربة تاريخية مشتركة: مقاومة الاحتلال الأجنبي والاستعمار، والسعي نحو الكرامة والسيادة. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1964، وسّع البلدان تدريجيًا نطاق تعاونهما. ومنذ انضمام تونس إلى مبادرة “الحزام والطريق” عام 2017، شهد التعاون زخمًا متجددًا في مجالات البحث العلمي، البنية التحتية، التكنولوجيا الرقمية، والصحة.
في عام 2025، تم توقيع اتفاقية علمية وتكنولوجية كبرى، تضمنت إنشاء مختبرات مشتركة وتبادل الباحثين، مما يعكس التزام البلدين بتعاون مستدام قائم على الابتكار والتنمية المشتركة. تشير تقارير حديثة إلى أن عام 2025 شهد تقدمًا ملحوظًا، بما في ذلك برامج تدريبية مع شركة هواوي لتعزيز المهارات الرقمية، ومشاريع بنية تحتية مثل شحن حافلات جديدة، مما يعزز الروابط الاقتصادية والتكنولوجية
شباب تونس والبحث عن المستقبل
تعاني تونس من أزمة هيكلية تؤثر بشكل خاص على شبابها. في الربع الأول من عام 2025، بلغ معدل البطالة العام 15.7%، لكن بالنسبة للشباب (15-24 عامًا)، ارتفع إلى 36.8% في الربع الثاني، وفقًا للمعهد الوطني للإحصاء
كما أظهرت إحصاءات دولية ارتفاع معدل بطالة الشباب إلى 40.05% في 2024، مع استمرار الاتجاه التصاعدي في 2025، مما يعكس تفاقم الوضع في المناطق المهمشة. في هذه المناطق، يؤدي التصحر إلى تقليص الأراضي الصالحة للزراعة، مما يفاقم الفقر ويغذي هجرة المواهب. على الرغم من تميز الشباب التونسي بالإبداع، الديناميكية الريادية، والكفاءات الرقمية في مجالات مثل الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة، فإنه غالبًا يضطر للبحث عن فرص خارج البلاد، مما يحرم تونس من إمكاناتها الحيوية
ومع ذلك، يشكل الشباب قوة دافعة لتشكيل مستقبل أفضل. ما ينقصه هو إطار منظم لتوجيه طاقاته وكفاءاته. يمكن للتعاون مع الصين، بفضل خبرتها في الابتكار والتحول المستدام، أن يوفر هذا الإطار.
منذ 1964، ولا سيما مع انضمام تونس إلى مبادرة “الحزام والطريق” في 2017، كثّف البلدان تبادلاتهما في القطاعات الرئيسية. اتفاقية 2025 العلمية والتكنولوجية، التي تشمل إنشاء مختبرات مشتركة وتبادل الباحثين، تمثل خطوة حاسمة. لكن لتحقيق تأثير تحويلي، يجب أن تركز هذه الجهود على الشباب من خلال منصة مخصصة
الخبرة الصينية: مصدر إلهام لتونس
تواجه الصين تحديات بيئية واجتماعية مشابهة لتلك التي تواجهها تونس، وتقدم دروسًا قيمة. مبادرة “الجدار الأخضر العظيم”، التي أُطلقت في السبعينيات، استعادت أكثر من 30 مليون هكتار من الأراضي القاحلة في شمال وشمال شرق وشمال غرب الصين، محولةً الصحاري إلى مساحات زراعية منتجة. وتخطط الصين لتوسيع هذه المبادرة لتشمل 88 مليون مساحة بحلول 2050، مما ساهم في تقليل العواصف الرملية وزيادة التنوع البيولوجي. تجربة صحراء كوبوكي في منغوليا الداخلية نموذجية: كانت مساحة رملية تشبه صحراء الساحل التونسي، وتحولت إلى واحة خصبة بفضل تقنيات مثل التشجير، تثبيت الكثبان الرملية بالنباتات العشبية، الستائر الواقية الطبيعية، والري بالتنقيط. هذه الاستراتيجيات، التي تجمع بين العلم، التقاليد المحلية، والالتزام المجتمعي، لم توقف التصحر فحسب، بل خلقت وظائف مستدامة وعززت الأمن الغذائي
في تونس، يتفاقم التصحر بشكل ملحوظ، حيث تشير التوقعات إلى فقدان 75% من موارد المياه الساحلية بحلول 2050 بسبب الطلب المتزايد والتغير المناخي، مع استغلال يصل إلى 209% من الموارد المائية في الجنوب. هذا النموذج الصيني يتماشى مع مبادرة الجدار الأخضر الأفريقي التي تشارك فيها تونس، والتي تهدف إلى استعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول 2030، واحتجاز 250 مليون طن من الكربون، وخلق 10 ملايين وظيفة خضراء. يمكن للتعاون مع الصين أن يعيد إحياء المناطق الريفية التونسية المهددة بتقدم الصحراء الكبرى، من خلال تبني تقنيات مجربة وتعبئة الشباب في مشاريع زراعية وبيئية مبتكرة
استراتيجيات التحول البيئي الصينية وإمكانية تطبيقها في تونس
تشمل الاستراتيجيات الصينية لمكافحة التصحر تقنيات متقدمة يمكن تكييفها مع السياق التونسي
التشجير الاستراتيجي
زراعة الأشجار لتثبيت التربة وتقليل العواصف الرملية
الستائر الواقية الطبيعية
إنشاء حواجز من الأشجار والشجيرات لحماية الأراضي الزراعية من الرياح
إدارة الموارد المائية
استخدام الري بالتنقيط وتدوير المياه لتحسين كفاءة الري في المناطق القاحلة
إشراك المجتمعات المحلية
تعبئة السكان المحليين في مشاريع التشجير والزراعة لضمان الاستدامة
هذه الاستراتيجيات، التي أثبتت نجاحها في مناطق مثل منغوليا الداخلية والشينجيانغ، يمكن أن تُطبق في جنوب تونس لمواجهة التحديات البيئية وخلق فرص عمل خضراء
لماذا منصة شبابية؟
الشباب هم محرك الابتكار ومهندسو المستقبل. يمتلك الشباب التونسي، بإبداعه وإتقانه للأدوات الرقمية، تكاملًا مثاليًا مع الخبرة الصينية في الذكاء الاصطناعي، الشركات الناشئة، والمشاريع البيئية. منصة مشتركة – رقمية ومادية – ستكون الفضاء المثالي لدمج هذه القوى، مع تجسيد قيم الحوار بين الثقافات والسلام الدائم التي يعتز بها البلدان. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2023، يشكل الشباب (15-24 عامًا) حوالي 16% من سكان العالم، وهم القوة الدافعة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يبرز أهمية إشراكهم في مثل هذه المبادرات
في مجال المعرفة
يمكن للمنصة استضافة مبادرات مثل
hackathon الزراعة المستدامة
: تجمع الشباب التونسي والصيني لتطوير حلول مبتكرة لإدارة الموارد المائية والتشجير في المناطق القاحلة
تدريبات مشتركة
: برامج تدريبية في التقنيات الزراعية الحديثة، مستلهمة من التجربة الصينية
مختبرات افتراضية
: للبحث في الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي المطبق على البيئة
على سبيل المثال، يمكن للشباب التونسي تعلم تقنيات الري بالتنقيط الصينية، مما يسهم في خلق وظائف خضراء وتقليل هجرة الأدمغة. برامج مثل “بذور من أجل المستقبل” وأكاديمية هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أظهرت بالفعل إمكانات تعزيز المهارات الرقمية التونسية. كذلك، يوضح تدريب طلاب كلية الطب في سوسة في الطب التقليدي الصيني ببكين إمكانات التبادلات الأكاديمية
في المجال الثقافي
القوة الناعمة للثقافة ضرورية لنسج روابط مستدامة. يمكن للمنصة تنظيم
مهرجانات رقمية وأسابيع ثقافية
عروض عبر الإنترنت للموسيقى الصوفية التونسية أو فن الخط الصيني.
ترجمات مشتركة
باللغات العربية، الصينية، والفرنسية لتعزيز التفاهم الثقافي
هذه التبادلات، المتجذرة في الذاكرة المشتركة للنضال ضد الاستعمار والفاشية، ستعزز التفاهم المتبادل وتدعم شراكة قائمة على الثقة. على سبيل المثال، يمكن للشباب التونسي تقديم فن الفسيفساء أو الموسيقى الصوفية، بينما يشارك الصينيون المسرح التقليدي أو الفنون الرقمية الحديثة
في مجال الإعلام
يمكن لمركز إعلامي شبابي إنتاج محتوى متعدد اللغات (بودكاست، فيديوهات، أفلام قصيرة) حول مواضيع مثل الاستدامة، السلام، والابتكار. جائزة سنوية لأفضل الإبداعات المشتركة ستعزز رؤية الشراكة وتمنح صوتًا للشباب. هذه المبادرات، باستخدام الأدوات الرقمية، ستصل إلى جمهور عالمي مع تعزيز المواهب المحلية. على سبيل المثال، يمكن تنظيم مسابقة لأفضل فيلم قصير شبابي يركز على قصص السلام والمقاومة، مستلهمة من الذكرى الثمانين لانتصار الصين
رؤية متجذرة في التاريخ، موجهة نحو المستقبل
تتجذر الشراكة التونسية-الصينية في تاريخ مشترك من المقاومة والكرامة. كما أشارت الدكتورة بدرة قعلول خلال المنتدى التونسي-الصيني في 22 أوت 2025، فإن السعي نحو “سلام إنساني” يتطلب مكافحة الفاشيات الجديدة والتهديدات العالمية، مع تعبئة الشباب لتحقيق تنمية مشتركة. تقدم الصين، من خلال استراتيجيتها لـ”التنمية السلمية” ومبادرتها للأمن العالمي، إطارًا متعدد الأطراف يعتمد على عدم التدخل والأمن المشترك، وهو مناسب لتونس التي تواجه عدم الاستقرار الإقليمي في الساحل وليبيا
توفر مبادرة “الحزام والطريق” إطارًا مثاليًا لدمج هذه الطموحات. في 2024، تم رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وشكل الاتفاق العلمي لعام 2025 نقطة تحول نحو تعاون يركز على الابتكار. وتشمل الإنجازات مشروع بيزرت لتعزيز التجارة واتفاقيات تدريب في التكنولوجيا والتعليم. لكن للمضي قدمًا، هناك حاجة إلى منصة شبابية تشمل
مركز أبحاث شبابي
لصياغة توصيات سياسية تدعم التعاون
شبكة سفراء شباب
في الثقافة والابتكار لتعزيز الروابط طويلة الأمد
مشاريع زراعية خضراء
تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة
نموذج للجنوب العالمي
تقع تونس عند مفترق طرق البحر الأبيض المتوسط، المغرب العربي، وإفريقيا، مما يمنحها رأسمالًا دبلوماسيًا هامًا. تقدم الصين، بدبلوماسيتها الاستثمارية ونهجها غير التدخلي، بديلاً للنماذج الغربية المشروطة. لكن، كما تلاحظ دنيا جملي، فإن غياب استراتيجية وطنية متماسكة يحد من استفادة تونس من هذه الشراكة. المنصة الشبابية ستكون خطوة لتجاوز هذه العقبات، من خلال تعبئة التكامل بين الإبداع التونسي والخبرة الصينية
إنشاء منصة تونسية-صينية للشباب ليس مجرد فكرة طوباوية، بل ضرورة استراتيجية. ستحول التحديات – البطالة، التصحر، الهجرة – إلى فرص من خلال تمكين الشباب بالأدوات اللازمة لبناء مستقبل مزدهر. مستلهمة من الذاكرة التاريخية ونجاحات ملموسة مثل تجربة كوبوكي، يمكن لهذه المبادرة أن تجعل التعاون التونسي-الصيني نموذجًا مثاليًا للتضامن بين دول الجنوب.
فلنمنح شبابنا فضاءً للحلم، الابتكار، وبناء عالم أكثر تضامنًا، إبداعًا، وسلامًا
إطارات مرجعية
HISTOIRE de la CHINE par René GROUSSET (1885-1952) ; 1942. L’ouvrage Histoire de la Chine de René Grousset (1942) constitue une vaste synthèse retraçant l’évolution de la civilisation chinoise depuis ses origines préhistoriques jusqu’à l’époque contemporaine.
Attia, A. (2022). « La jeunesse tunisienne face aux défis du chômage et de la migration ». Revue des études méditerranéennes, n°15, p. 45-68.
Cai, Fang (2019). China’s Demographic Transition and Economic Development. Singapore: World Scientific.
Eisenman, J. & Heginbotham, E. (2018). China and Africa: A Century of Engagement. University of Pennsylvania Press.
El Affi, S. (2020). « Coopération sino-africaine et perspectives tunisiennes ». Revue Tunisienne de Science Politique, vol. 7, n°2.
Saidane, D. (2019). Économie numérique et innovation en Tunisie. Tunis : Cérès.
Shambaugh, D. (2020). China and the World. Oxford: Oxford University Press.
Banque mondiale (2021). Tunisie : Opportunités pour la jeunesse et inclusion sociale. Washington, DC.
FAO (2019). The Future of Food and Agriculture: Pathways to 2050. Rome.
Institut National de la Statistique (INS, Tunisie) (2025). Bulletin trimestriel du marché du travail. Tunis.
Union africaine (2020). La Grande Muraille Verte pour le Sahara et le Sahel : Rapport de mise en œuvre. Addis-Abeba.
World Bank (2022). China’s Green Transformation: Toward a Carbon-Neutral Economy. Washington, DC.
Ministère des Affaires étrangères de la République Populaire de Chine (2022). Initiative pour la Sécurité mondiale. Pékin.
Xi, Jinping (2014). The Governance of China. Beijing: Foreign Languages Press.
Zhang, Weiwei (2012). The China Wave: Rise of a Civilizational State. Shanghai: World Century Publishing.
Carnegie Middle East Center (2021). « Youth Unemployment and Political Instability in North Africa ».
China Daily (2023). « Belt and Road Initiative and Green Development in Africa ».
Jeune Afrique (2022). « Tunisie–Chine : vers un partenariat stratégique durable ? ».
https://chroniques.tn/2025/06/la-cooperation-tuniso-chinoise-une-alliance-strategique-en-pleine-expansion/ : Dans son article du 13 juin 2025, Karim Fathallah retrace l’évolution des relations tuniso-chinoises, marquées par plus de soixante ans de coopération dans des secteurs clés. Il met en avant la signature récente d’un accord scientifique et technologique visant à renforcer l’innovation, la recherche et l’échange académique. Cet accord, qui s’inscrit dans le prolongement du partenariat stratégique conclu en 2024, confirme l’ambition commune de Tunis et Pékin de bâtir un développement durable dans le cadre de l’initiative « la Ceinture et la Route ».
« La coopération avec la Chine : Bilan et perspectives » (Forum Ibn Khaldoun, 2022)
Tunisie – Chine : un partenariat stratégique au service des étudiants, publié par AITN, 1er septembre 2025 : https://afriqueitnews.com/tech-media/tunisie-chine-partenariat-strategique-service-etudiants/
https://directinfo.webmanagercenter.com/2025/08/28/tunisie-chine-cooperation-academique-autour-de-la-medecine-traditionnelle-chinoise/; publié le 23 aout 2025.
https://www.espacemanager.com/tunisie-chine-signature-dun-accord-de-cooperation-scientifique-et-technologique.html; publié le 13 juin 2025.
Donia Jemli, Cheffe de pôle Afrique du Nord, diplômée de l’université européenne de Tunis. Elle se spécialise dans les relations internationales, diplomatiques et stratégiques. Lien de l’article publié le 21 janvier 2024 : https://observatoirenrs.com/2024/01/21/tunisie-chine-la-genese-une-cooperation-ambitieuse/
Résumé (FR)
Cet article s’inscrit dans le cadre de la commémoration du 80ᵉ anniversaire de la victoire de la Chine dans la guerre de résistance contre l’agression japonaise et le fascisme. En mettant en parallèle l’expérience tunisienne de lutte anticoloniale et la mémoire chinoise de la résistance, il explore les perspectives d’un partenariat stratégique tuniso-chinois centré sur la jeunesse. L’étude développe un cadre théorique fondé sur la paix durable, le dialogue interculturel et la sécurité mondiale, tout en analysant les défis socio-économiques spécifiques de la Tunisie (chômage des jeunes, migration, désertification) et les atouts de la Chine (technologies agricoles, innovation, gestion durable des ressources). L’article propose la création d’une plateforme commune de coopération dans les domaines du savoir, de la culture et des médias, capable de transformer les complémentarités des deux pays en projets concrets. Enfin, il esquisse une vision prospective pour un partenariat sino-tunisien durable, articulant mémoire historique, innovation et développement partagé.
Mots-clés : Tunisie, Chine, jeunesse, coopération internationale, paix durable, développement durable, sécurité mondiale.
Abstract (EN)
This article is part of the commemoration of the 80th anniversary of China’s victory in the war of resistance against Japanese aggression and fascism. Drawing a parallel between Tunisia’s anti-colonial struggle and China’s memory of resistance, it explores the prospects of a strategic Tunisian–Chinese partnership focused on youth. The study develops a theoretical framework based on lasting peace, intercultural dialogue, and global security, while analyzing Tunisia’s specific socio-economic challenges (youth unemployment, migration, desertification) and China’s strengths (agricultural technologies, innovation, sustainable resource management). The article proposes the establishment of a joint cooperation platform in knowledge, culture, and media, able to transform the complementarities of both countries into concrete projects. Finally, it outlines a forward-looking vision for a sustainable Tunisian–Chinese partnership, built on historical memory, innovation, and shared development.
Keywords: Tunisia, China, youth, international cooperation, lasting peace, sustainable development, global security.