توقيف مؤقت لتوزيع المساعدات في غزة بعد سقوط ضحايا والفوضى تكشف عجز النظام الجديد
قسم الأخبار الدولية 28/05/2025
أعلنت «مؤسسة إغاثة غزة» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وقف توزيع المساعدات الإنسانية مؤقتاً في قطاع غزة بعد الفوضى الدامية التي شهدها أحد مراكز التوزيع الثلاثاء، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى وعدد من القتلى وفق مصادر فلسطينية، ما أثار انتقادات دولية وشكوكاً حول جدوى آلية التوزيع الجديدة المفروضة إسرائيلياً.
وأوضحت المؤسسة، في بيان رسمي الأربعاء، أن القرار اتُخذ نتيجة «حالات شغب» وعدم التزام بعض الأفراد بإجراءات النظام، مشيرة إلى أنها تعمل حالياً على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، على أن يُعلن قريباً عن مواعيد استئناف التوزيع.
غير أن المشهد على الأرض كان أكثر تعقيداً، إذ تدافع آلاف الفلسطينيين إلى أحد مراكز التوزيع وسط غزة، متجاوزين إجراءات الفحص البيومتري التي فرضتها إسرائيل، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النار، وفق إفادة مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، أجيت سونغهاي، الذي أشار إلى إصابة 47 شخصاً، معظمهم بنيران الجيش.
من جانبها، اتهمت حركة «حماس» الجيش الإسرائيلي بقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل في الحادثة، ووصفت نظام التوزيع الجديد بأنه محاولة لتهميش دور الأمم المتحدة في إدارة المساعدات. كما حمّلت الحركة المؤسسة مسؤولية فشل النظام الجديد، معتبرة أن إطلاق النار واندفاع الجوعى يكشفان هشاشة الخطة. في المقابل، نفت المؤسسة الاتهامات ووصفتها بـ«الكاذبة تماماً».
الجيش الإسرائيلي، من جانبه، نفى إطلاق النار على المدنيين. وقال الكولونيل أوليفييه رافوفيتش إن القوات أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء، بعيداً عن الحشود، وتحدث عن التحقق من مزاعم الأمم المتحدة.
بدوره، علّق وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لـ«أونروا» فيليب لازاريني على الحادث، قائلاً: «رأينا صوراً صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على السياج. كان الوضع فوضوياً ومهيناً وغير آمن»، منتقداً اعتماد آلية جديدة دون تعاون حقيقي مع المنظمات الإنسانية، ومعتبراً أنها تهدف إلى «صرف الانتباه عن الفظائع» التي تُرتكب في غزة.
وتعكس هذه الأحداث هشاشة الوضع الإنساني في غزة، وفشل الحلول البديلة في احتواء أزمة الغذاء المتفاقمة، وسط تزايد المخاوف من اتساع الفجوة بين السكان المحتاجين وجهات التوزيع الجديدة، في ظل استمرار الحرب التي أودت حتى الآن بحياة عشرات الآلاف ودفعت سكان القطاع إلى حافة المجاعة.
